عمّا تفتش في حقيبتي؟
عن دفتر ممزق؟ عن قلم مكسور؟ أم عن كابوس الأمن الذي يقضّ مضجعك؟
في حقيبتي صورة شقيقي الشهيد، وأبي الشهيد، وشقيقتي الشهيدة، وكراس رسم احتفظ فيه برسم أشجار الزيتون التي رسمتها قبل أن تجرفوها من جذورها في الأرض.
لو فتشت قلبي لوجدت أنه يحب الحياة أكثر مما يحب الناس، ويعشق الوطن، والناس تجافي أوطانها. لو فتشت أعماقي لعرفت أن نشيدي هو حريتي، وحريتي هي قيدي، ودربي درب الجلجلة. اسعى نحو وطن الأنبياء، ارسمه شفقاً، أكتبه على الجدران، أزرعه زعتراً أخضراً في المنافي البعيدة. نشيدي هو حريتي، وحريتي أن أحب الحياة وأحب الموت. لا فرق عندي ان كان الوطن في الأرض أو في السماء، فلا فرق بين المذبحة والتسوية.
كل أقراني يذبحون، ولا نسمع سوى زغاريد الأمهات وحسراتهن. في السلم يذبحون.. في الحرب ضد بطون الحوامل، وضد الزيتون، وجثث الشهداء، وعظام الأطفال، يهرسون بالدبابات والأباتشي والأف 16.
اني احفظ اسماء كل اسلحتكم التي تقتلوننا بها، كما أحفظ اسماء صلاح الدين وخالد بن الوليد وعمر المختار، وأعرف مما تخافون وترتعبون: من الموت إذا جاءكم من كل جانب، وأنتم تكرهون الحياة وتعشقون القتل، من قنبلة في مقهى، من فدائي يفتح رشاش بندقيته القديمة على كل صهيوني محتل.. وتخافون من كراستي وكتب الدين والتاريخ والجغرافيا.
تخافون مني وأنا صغير، وتخافون اذا كبرت، وتقتلونني حتى لو كنت في المهد أو كنت كهلاً.
نشيدي كل صباح، هو حريتي، غايتي ومرادي وحلمي ودمي وزغرودة أم في جنازة ابنها، وشجاعة صبية تهدي استشهادها للحكام العرب.
حريتي هي حياتي، هي وطن يسكن في خاصرة جنة الفردوس.. فعمّا تبحث في حقيبتي؟
هل تفهم؟
هل تفهم؟
كيف يُفسر الحجر؟
كيف يُعرف الوطن؟
وكيف يُطرد الفرح،
ويبكي الرجال وتصمت النساء وتذبح الطفولة؟
كبرنا قبل الأوان بكثير..
حفظنا أسماء القنابل.. ذكية وعنقودية ونووية
خذلتنا الطائرات.. الشبح والأباتشي والاستطلاعية
وتلك التي تقتل بدون طيار.. لا تثبت بمكان حتى نتأملها..
كيف يُفسر الحديد، حين ينصهر في لحوم البشر عند آذان الافطار، أو انتحار صبية اغتصبت؟
لم أرم الحجر، ولكنه رماني سداً في دربك..
هل تفهم؟
لم أختر الوطن،لكن قلبي لم يخذل الأرض منذ بابل
ولم أختر قلبي
هل تفهم؟
هو من صنيعة الأرض
وما أنا إلا بحجر.
تحياتي
عن دفتر ممزق؟ عن قلم مكسور؟ أم عن كابوس الأمن الذي يقضّ مضجعك؟
في حقيبتي صورة شقيقي الشهيد، وأبي الشهيد، وشقيقتي الشهيدة، وكراس رسم احتفظ فيه برسم أشجار الزيتون التي رسمتها قبل أن تجرفوها من جذورها في الأرض.
لو فتشت قلبي لوجدت أنه يحب الحياة أكثر مما يحب الناس، ويعشق الوطن، والناس تجافي أوطانها. لو فتشت أعماقي لعرفت أن نشيدي هو حريتي، وحريتي هي قيدي، ودربي درب الجلجلة. اسعى نحو وطن الأنبياء، ارسمه شفقاً، أكتبه على الجدران، أزرعه زعتراً أخضراً في المنافي البعيدة. نشيدي هو حريتي، وحريتي أن أحب الحياة وأحب الموت. لا فرق عندي ان كان الوطن في الأرض أو في السماء، فلا فرق بين المذبحة والتسوية.
كل أقراني يذبحون، ولا نسمع سوى زغاريد الأمهات وحسراتهن. في السلم يذبحون.. في الحرب ضد بطون الحوامل، وضد الزيتون، وجثث الشهداء، وعظام الأطفال، يهرسون بالدبابات والأباتشي والأف 16.
اني احفظ اسماء كل اسلحتكم التي تقتلوننا بها، كما أحفظ اسماء صلاح الدين وخالد بن الوليد وعمر المختار، وأعرف مما تخافون وترتعبون: من الموت إذا جاءكم من كل جانب، وأنتم تكرهون الحياة وتعشقون القتل، من قنبلة في مقهى، من فدائي يفتح رشاش بندقيته القديمة على كل صهيوني محتل.. وتخافون من كراستي وكتب الدين والتاريخ والجغرافيا.
تخافون مني وأنا صغير، وتخافون اذا كبرت، وتقتلونني حتى لو كنت في المهد أو كنت كهلاً.
نشيدي كل صباح، هو حريتي، غايتي ومرادي وحلمي ودمي وزغرودة أم في جنازة ابنها، وشجاعة صبية تهدي استشهادها للحكام العرب.
حريتي هي حياتي، هي وطن يسكن في خاصرة جنة الفردوس.. فعمّا تبحث في حقيبتي؟
هل تفهم؟
هل تفهم؟
كيف يُفسر الحجر؟
كيف يُعرف الوطن؟
وكيف يُطرد الفرح،
ويبكي الرجال وتصمت النساء وتذبح الطفولة؟
كبرنا قبل الأوان بكثير..
حفظنا أسماء القنابل.. ذكية وعنقودية ونووية
خذلتنا الطائرات.. الشبح والأباتشي والاستطلاعية
وتلك التي تقتل بدون طيار.. لا تثبت بمكان حتى نتأملها..
كيف يُفسر الحديد، حين ينصهر في لحوم البشر عند آذان الافطار، أو انتحار صبية اغتصبت؟
لم أرم الحجر، ولكنه رماني سداً في دربك..
هل تفهم؟
لم أختر الوطن،لكن قلبي لم يخذل الأرض منذ بابل
ولم أختر قلبي
هل تفهم؟
هو من صنيعة الأرض
وما أنا إلا بحجر.
تحياتي