من السهل جداً أن يتكلم أي أحد، لأن كل الناس يتكلمون،
لكن قليل منهم من تتوقف عند كلماتهم وخبراتهم، ومن هؤلاء
العلامة الدكتور سلمان العودة
الذي يشعرك أنك أمام عالِم مختلف وعلم لا يتشابه مع غيره،
لا أزعم أنه الأوحد في زمانه،
لكن أزعم أنه قيمة عظيمة لا ينكرها إلا جاحد،
فإن فاتك هذا الرجل كعالم تتربى على يديه،
فلا يفوتك أن تتعلم من كلماته التالية التي وضعناها كجزء أول بين يديك،
وقد انتقيناها من كتاباته ومداخلاته وتعليقاته الصغيرة يومياً
على حائط صفحته في الفيس بوك،
وهذه بعض الدرر التي تعتبر كل واحدة منها كموضوع مستقل!
اجعل مقدمة قلبك حديقة غناء
تمنح أصدقاءك الحب والورود والسلام والابتسام بوضوح،
وخلفها مقبرة
لدفن عثراتهم وأخطائهم ونزقهم بصمت
..
سألتني: مدرَستك تقبل تلاميذ صامتين؟
أجبتُها: تقبل الصامتين والمشاغبين والرافضين
لكن ليس كطلبة وإنما كمعلمين!
..
إذا صدّقت نفسك أن معاناتك كلها من الآخرين
فأنت تحكم عليها بالبقاء الدائم؛
لأنك لا تملك شأن الآخرين،
وإذا حمّلت نفسك قدراً من المسؤولية عن المعاناة فهي بداية الخلاص..
فأنت قادر على تغيير نفسك.
..
بين (اجلس بنا نؤمن ساعة) و (اجلس بنا نغتب ساعة)
بون شاسع،
يعادل المسافة بين الجنة والنار!
..
من تربى على القسوة ومصادرة الشخصية
يحتاج إلى جهد خارق ليصبح إنساناً مهذباً حسن الأخلاق
(ومن يتصبر يصبره الله) ومن لغتهم تعرفونهم.
..
جزء غير قليل من تفكيرك يجب أن يتسلط على ذاتك
ويرصد أحاسيسك ودوافعك وتصرفاتك
وينتقدها بعيداً عن نقد الآخرين
فهذا مصنع التسامي والنضج
..
لم يخلف النبي صلى الله عليه وسلم بعد لحاقه بالملأ الأعلى
سوى فاطمة رضي الله عنها أم سيدي شباب أهل الجنة،
وكتب الله لهم المجد والانتشار والخلود وهذا من (الكوثر) وهو الخير الكثير،
أما شانؤه فلهم أولاد ذكور كثير (وجعلت له مالاً ممدوداً وبنين شهوداً)
ولم يبق لهم ذكر إلا من أسلم.
..
كثيرًا ما أقول: لو أن الصهاينة احتلوا طرفًا من الأطراف الإسلامية
أو أي بقعة أخرى حتى لو كانت مساحتها أضعاف أضعاف فلسطين
كان يمكن أن تنسى،
لكن فلسطين لها قداسة وتاريخ وعراقة..
وهي في قلب الأمة الإسلامية..
ومِنطقة القلب، لا يمكن تجاهلها، ولا يمكن نسيانها،
ولا يمكن مقارنتها بغيرها أبداً.
..
الطاعة التي تقدر أن تفعلها الآن لا تؤجلها للغد،
والمعصية إذا دعتك نفسك إليها فاستطعت تركها فاتركها فلا خير فيها؛
فإن ألحّت نفسك فأجّلها وسوِّف وأخّر
فربما حيل بينك وبينها و(في سلة السيف فرج).
..
من يشترط للتفاعل مع الأزمات القائمة أن نتوقف عن الاستمتاع بالحياة
لا يريد أن تنتهي الأزمة؛
بل أن تمتد وتقبع داخل نفوسنا وأن نتحول لكائنات مكتئبة!!..
وقد سابق النبي صلى الله عليه وسلم أمَّ المؤمنين عائشة
في سفر لمعركة.
..
.. سيتبع في كل يوم جديد بإذن الله