سؤال يدور بين أولياء أمور الطلبة ومدرسيهم عن تربية الأبناء ومسئوليتها والواقع أن الكل مسئول أمام الله عن ما تحت يده.. والأولاد نعمة من الله أنعم بها على عباده وكلف الخلق بشكرها ورعايتها وحفظها
الناس وحسن توجيههم يصلح أولادهم بإذن الله وتوفيقه فيجب وقايتهم بتعليمهم ما ينفعهم وتحذيرهم مما يضرهم وتأديبهم الأدب الحسن وفق تعاليم الإسلام أمراً ونهياً وفعلاً وتركاً..
والتربية مهمة جسيمة وغاية عظيمة.. فالتربية القويمة الإسلامية الصحيحة تثمر لنا جيلاً يرفع راية هذا الدين ويساهم في نصرة الإسلام والمسلمين.
فنرى أمثال سعد وبلال بن رباح وعمر وعلي وصلاح.. كل من كان لهم السبق في نصرة الإسلام والمسلمين فكانوا ولا زالوا نبراساً مضيئاً ومجداً خالداً نعتز ونفخر به..
فأطفال اليوم هم شباب المستقبل هم عماد الأمة وما دام الولد في البيت لم يدخل المدرسة فالمسؤولية خاصة بولي أمره عليه أن يراعاه حق الرعاية ويصونه غاية الصيانة وأن يحسن تربيته بقدر المستطاع تربية إسلامية صحيحة فإذا بلغ سن التمييز علمه الطهارة وأمره بالصلاة فإذا بلغ عشر سنين ضربه عليها وهدده على تركها امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر))..
فإذا سلم الولد إلى المدرسة اشترك في تربيته المدرسون من ناحية وأولياء الأمور من ناحية أخرى.
ومهمة المدرس هنا كبيرة إذ أنه مسؤول ومؤتمن على توجيه الطلبة وتعليمهم وتأديبهم ويجب أولاً أن يكون قدوة صالحة لهم لأنه محط أنظارهم.
فقد قال العلامة " أبن القيم" في كتابه" تحفة الودود بأحكام المولود":" من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة.
وهكذا فإن البيت والمدرسة هما الأساس لتكوين الأجيال الصالحة فالكل راع ومسئول عن رعيته.
وفصل التربية عن التعليم مشكلة تحدث عند كل من أولياء الأمور والمدرسين ويعاني الأطفال الكثير جراء هذا الفصل
فبدل أن ينعم الأطفال بتلقي التربية والتعليم من أبائهم ومعلميهم يجدون أمامهم حد فاصل ودور منفصل لكل منهما ( الآباء والمعلمين) ..
فغالباً ما يجد الطفل من أهله الرعاية وهي تقديم ما يحتاجه من طعام وشراب وتحقيق النوم المريح والنزهات المسلية والتربية بتوجيهه إلى الصواب من الأفعال والأقوال ومراقبة تصرفاته ونقد السيء منها وامتداح ما جاد منها، إلا أنه يفتقد إلى اهتمام والديه بتعليمه وتلقينه مختلف أنواع العلوم والتي كان من الممكن أن يتقبلها بشكل جيد لو قدمت له. وقد وصل حد الفصل عند الأهل بين التربية والتعليم إلى درجة أن يأتوا بمدرس خصوصي لأبنائهم.
وبالتالي فإن المدرس يجسد له دور مقدم المادة التعليمية بعيداً عن المودة والتربية ومما لاشك فيه أن مؤسسات التعليم في كافة أنحاء العالم تعاني من الجفاء بين التربية والتعليم ومن مظاهرها تنحي المدرسين عن درجة القدوة للطالب وقسوة المدرسين وإعطاء مادة علمية جافة وخالية من أي توجيهات تربوية.
ولو ان المدرسين اهتموا بالمسائل التربوية وبمشاعر الطلبة لاستطاعوا جذبهم أكثر إلى فهم المادة التعليمية التي يقدمونها وبالتالي لحرروا الطلاب من الأحاسيس التي تنتاب غالبيتهم اتجاه المدرسة وقسوة المعلمين وجفاف المواد الدراسية الأمر الذي ينعكس سلباً على أدائهم الدراسي
و مما لاشك فيه أن اهتمام المدرس بعامل التربية إضافة إلى تقديم المادة العلمية سيساهم في حب الطلاب للمدرسة ورغبتهم بالذهاب إليها وتلقي العلوم الجديدة على الشكل الذي يجعلهم يستوعبونها ويستفيدون منها
كما أن على أولياء الأمور أن يعرفوا أن واجبهم ومسؤوليتهم تجاه أبنائهم لا تتوقف عند دور الرعاية بما تشمله من العناية الجسدية، والدور التربوي الذي يعني بالناحية الأخلاقية والفكرية ، وإنما عليهم أيضاً استغلال علاقة الحب والود الموجودة بينهم وبين أبنائهم في تلقينهم المعلومة لأن هذا من شأنه أن يجعل الطفل يتقبل منهم ما يعلمونه بسرعة ويستوعبه بحب