أعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب رضي الله عنهُ بفضل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم
« اللَّهُمَّ أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام».
يظهر في هذا الموقف صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، حيثُ لو قام أبو جهل وأعلن إسلامه لشكك في الدعوة
ولكنه لم يفعل ليكون دليلاً آخر على أنّه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، وكانت إرادة الله تعالى بأن يُسلم
الفاروق وتبدأ مرحلة أخرى من مراحل الانجاز في تاريخ الإسلام .
عمر الصحابي الجليل القائد الزاهد الذي ينام تحت الشجرة من غير حرس ويطبخ بنفسه لامرأة فقيرة لا تجد ما
تطعم عيالها تواضعاً منهُ وخوفاً من سؤال ربّ العزة له لمَ تركت هؤلاء جوعا؟.
استأذن على النبي فأذن له، والجواري عنده – عليه السلام - فبادرن الحجاب، فدخل عمر ورسول الله -صلى الله
عليه وسلم- يضحك، فقال :» أضحك الله سنك يا رسول الله» فقال النبي :» عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما
سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ) فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله « ثم قال :» يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا
تهبن رسول الله « فقلن:» نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله» فقال صلى الله عليه وسلم :» إيه يا ابن الخطاب ،
والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غيرفجك «، حتى قال بعضهم :
( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج ) .
ورحم الله من قال :
فمن يجاري أبا حفص و سـيرتــــه
أمن يحـاول للفـــــــاروق تشبيهـاً
إذا اشتهت زوجه الحلوى فقال لها
من أين لي ثمن الحلوى فأشتريها
ما زاد عن قوتنـا فالمسـلمــون به
أولى فقومـي لبيت المـال رديهـــا
كان عمر من أشراف قريش وهو (أحد المبشرين بالجنة) ، لم يهاجر أحد من المسلمين إلى المدينة علانية إلا هو
وقد وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال:
(كان إسلام عمر فتحا، وهجرته نصرا، وإمامته رحمه، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر،
فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا.
واتسم عهد الفاروق بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ
الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وأول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان
يطلق عليه «تمصير الأمصار»، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه دار
«العباس بن عبد المطلب»،
وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة. وفتحت في عهده بلاد الشام
والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان. وبنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر
أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية. وأول من جمع الناس على صلاة التراويح، وهو من أخر مقام إبراهيم ، وأول من
دون ديوانا للجند لتسجيل أسمائهم و رواتبهم، وأول من حمى الحدود...... .