كلمة أدب ماذا تعني؟
الادب، في مفهوم التعامل الاخلاقي، يعني أولا وآخرا: الاحترام. احترام الذات واحترام الآخرين. هذه الحقيقة أمر ملموس في الحياة الواقعية، فعندما يقال عن احدهم انه: بلا ادب، فذلك يعني تلقائيا انه بدون تهذيب، مسيءٌ التصرف، أي خال من اللياقة وبالتالي من الاحترام.
قد يتبادر الى اذهان البعض ان احترام الذات لا يتعدى الاحترام المعنوي الذي يتوخاه الانسان من الغير لقاء احترامهم اياه. خطأ. لماذا؟ لأنه ان اعتبرنا ان احترام الآخرين يعني ارضائهم، والتودد اليهم، وعدم ازعاجهم، فكم بالحري ان يبدأ هذا الاحترام بالذات لجهة صونها مما يؤذيها او يضايقها في اللحم والعظم. وبالتالي، ان المحافظة على الجسم، والعناية به، هما حجرا الاساس لاحترام الذات.
يبقى احترام الآخرين، وهو اما مقيد بما هناك من عادات، وتقاليد، وبرتووكولات، ولياقات تتطور بتطور الزمن، وإما نابع من دوافع باطنية تمليها طيبة الانسان، ومحبته، ودقة حسه، ولباقة تصرفه، وسعة ترحيبه، وروعة انسه.
الادب قليله في الكتب، وكثيره عند الناس... فحيثما وجد، وجدت معه الحضارة مهما أوغلت الانسانية في التاريخ... ففي ايام بريكلاس، مثلا، في القرن الخامس قبل المسيح، كانوا يصلون في هياكل أثينا: "اهلّنا كي لا نقول الا ما يرضي الناس، وكي لا نفعل الا ما يحسن في أعينهم".
البساطة:
إذا أردت أن تعرف أسلم قاعدة للسلوك البشري – انها البساطة – إنها السلوك الذي يمنحك القدرة على التعبير عن نفسك وتعريف الآخرين بسجاياك. بالأسلوب البسيط يمكنك أن تعرض الحقيقة بصورة سارة، وتعطي انطباعا جميلا وتوفر على نفسك البحث عن وسيلة معقدة تفرض فيها نفسك أو حاجتك. وستجد أن التحلي بالبساطة هو من الأمور المحببة في كثير من المناسبات. ولكنك لا تستطيع تبني سلوكاً بسيطاً ومبسطاً إلا إذا تخلصت من عقدة الخجل وسيطرته. وحاذر دائماً أن تخلط بين مسألة التخلص من الخجل باقتباس أسلوب جاف وفظ، لأنك تكون قد التجأت إلى أسلوب فرض نفسك واستنفار غيظ الآخرين واستغرابهم. علم نفسك البساطة ولكن في إطار الاعتداد بالنفس والثقة بالذات، وحاذر دائماً زيغان العيون وانفلات نظراتها وتركزها وخاصة في مجتمع فيه نساء، لأن حركات العيون قادرة دائماً على تشويه سلوكك وتحديد نوعية شخصيتك.
كن صريحاً وواضحاً وإشاراتك مرنة ومباشرة وعبر عن ذاتك بعيداً عن الخجل المفتعل والحياء المصطنع أو التردد في عرض أفكارك. وكلما كنت صادقاً مع نفسك كلما كسبت احترام الآخرين وحبهم.
آداب السلوك والبروتوكول
أفضل أنواع اللياقة والتهذيب تهذيب القلب والعقل، ذلك الذي يحسه المرء في ذاته، أو الذي يكتسبه من أسرته أو عن طريق تجاربه في الحياة. في هذا المضمار يكون الوعي أفضل وأضمن دليل من أي مؤلف في هذا المجال.
إن الكياسة أو التهذيب والبروتوكول يتحدان ويتداخلان رغم أن كلاً من التعبيرين يشير إلى مدلول خاص مختلف. إن التهذيب واللياقة شكلان طبيعيان لدى الشخص المتطور فكرياً، وكثيراً ما تجد أحلى أنواعهما لدى الشعوب البدائية. وهما يرتكزان على قواعد مألوفة على التقاليد، وحسب الظروف، ودرجة الألفة والمناخ، يمكن اعتماد هذه القواعد، وأحياناً يمكن نقلها وتداولها.
أما البروتوكول، فهو بالعكس قاعدة إجبارية يسير علاقات المسؤولين الرسميين بين بعضهم بعضاً ويؤثر في مجرى الاحتفالات الشعبية والعامة. فبين آداب السلوك والبروتوكول يوجد اختلاف يشبه ذلك الذي يفصل بين الحق الطبيعي والحق نفسه.
إن البروتوكول باليونانية يعني الصفحة الأولى الملصوقة من سجل، وبالمجاز يعني السجل نفسه، وبالتعميم ما يحتويه السجل وفي القرون الوسطى كانوا يعرفون مبادئه المهمة على النحو التالي:
بروتوكول كاتب العدل، البروتوكول الدولي. أما الأستاذ ليترة (Littre 1881-1801) فيُعرف البروتوكول بأنه كتاب صيغ يدل على طرق الكتابة لمختلف الأشخاص حسب أنواعهم.
فالبروتوكول إذن، هو مجموعة القواعد التي يجب اتباعها في العلاقات المتبادلة شخصية أو كتابة، من قبل الأشخاص الذين يحتلون في المجتمع مركزاً مرموقاً بفعل انتمائهم منذ الولادة – كالملوك وأسرهم – أو مراكزهم. وهو أيضاً مجموعة القواعد التي تسير علاقات الدول وممثليها.
إن هذا التعريف يبين بوضوح الفارق بين آداب السلوك والبروتوكول. إن هذا الأخير لا يتشكل إلا بدءاً من مستوى معين وبنية خاصة في المجتمع في حين أن الأول يسري على المجتمع بأسره.
وليس ثمة بروتوكول في الأسرة أو بين الأصدقاء، في حين أن أشد أنواع الألفة تتطلب دائما أشد أنواع اللياقة.
مبادئ عامــة
التعريـــــــــف
يخضع التعريف الأشخاص بعضهم إلى بعض لقواعد دقيقة ينبغي التقيد بها لئلا تجرح الأشخاص الذين يتعارفون .
- يجب أن تقدم دائماً الأصغر سناً أو منزلة إلى الأكبر، مسمياً الأول ثم الثاني. ويستحسن أن تنوه خلال الحديث بألقاب وأعمال الأشخاص الذين تقدم بعضهم إلى بعض، فإن ذلك يساعد على إيجاد موضوعات غير حديث الجو.
- ويجب أن تقدم الرجل إلى المرأة بصرف النظر عن سن الرجل، وإذا كانت المرأة جالسة فإنها لا تنهض من مقعدها لتحييه بيدها، أما إذا كان الرجل ملكاً أو رئيساً أو حاكماً أو سفيراً ، أو من رجال الدين فتقدم عندئذ المرأة إلى الرجل، وحين تقدم المرأة إلى واحد من هؤلاء فإنها تنحني انحناء قصيراً.
- يستحسن عند التعارف أن تعلو وجه المتعارفين ابتسامة خفيفة.
- إذا صدف وقدمت شخصين متماثلين في السن والمركز، فاتخذ أسلوباً سريعاً بالتعريف، بحيث لا يشعر أحدهما بأي فارق.
- وإذا نسيت إسم أحدهما أو كليهما – وهذا يحدث أحياناً – فبادر إلى القول: أعتقد أنكما تعرفان بعضكما ولا حاجة إلى تعريفكما.. وفي هذه الحالة على المتعارفين أن يذكرا إسميهما حالاً.
- كيف تعرف بنفسك: في جميع المآدب التي تجمع عدداً كبيراً من المدعوين من رسميين وأجانب، يستحسن أن تعرف بنفسك ببساطة إلى الجالسين بجوارك، وحاول أن تتجاذب أطراف الحديث بينهما بالتساوي.
- إذا صادفت شخصاً تعرفه ومرت فترة طويلة دون لقاء، وشعرت أنه لم يتذكرك، فلا داعي لتقول له "إحذر من أنا..؟" إن هذا النوع من التعريف أو المزاح ليس مقبولا دوماً بل بادر إلى تذكيره بالمكان الذي سبق واجتمعت فيه.
التحيــــــــــة
- تقضي التقاليد بأن يبدأ الصغير بتحية الكبير، أما المصافحة، فعلى الشخص الأكبر أن يمد يده لمصافحة الأصغر، وإذا حدث العكس – عن جهل الأصول – فعلى الشخص الأكبر أن لا يتجاهل التحية.
- على السيدة أن لا تحيي في الحفلات إلا الذين يقدمون إليها بهزة خفيفة من رأسها، وفي حالة المصافحة فإنها لا تخلع قفازها.
- التحية في المنزل: على المضيفة أن تنهض من مقعدها لتحية القادمين من رجال ونساء لزيارتها، وعلى زوجها أن يشاركها بالنهوض من مقعده.
- وعلى السيدة الشابة أن تنهض لتحية سيدة أكبر منها سناً، ولرجل الدين، والرجال البارزين أيضاً.
- التحية في الشارع: إذا التقيت بأشخاص تعرفهم في الطريق فيجب أن تحييهم، وإذا كنت ترتدي قبعة فيجب رفعها عن الرأس باليد اليمنى، وإذا صافحتهم فيجب أن تخلع قفازك، وإذا كنت ترتدي قبعة ورفعتها وكان الشخص الذي تحييه رجلاً أكبر منك سناً أو منزلة، أو امرأة، فيجب أن تبقى مكشوف الرأس حتى يطلب اليك أن تعيد القبعة إلى رأسك، ومن واجب هذا الشخص أن يفعل ذلك بسرعة.
إذا التقيت سيدةً عند أول سلمِ البناية، حيِّها واصعد أمامها، وإذا التقيت بها تصعدُ، فتنحَّ جانباً وحيّها وأترك لها ناحية المتكأ (الدرابزين).
1- التحية، عند التلاقي، تختلف باختلاف عادات الشعوب، فالأتراك مثلا، يحييون بوضع اليد على القلب، فعلى الشفتين، فعلى الجبين للتعبير بأنهم يخلصون لمن يحييونه قلباً ولساناً وفكراً...وفي فرنسا، كانت التحية بانحناء عميق لجذع الجسم، استعيض عنه، فيما بعد، بانحناء الرأس مع بقاء الجذع منتصباً، لتنتهي بإنحناء الرأس مع إنحناء بسيط للجذع الأعلى من الجسم.
2- عند التحية، لا بدّ من نقل السيجارة أو السيجار أو العصا أو المظلة من اليد اليمنى إلى اليسرى.
3- لدى التلاقي عند الدرج، أو في المصعد، أو في نزهة أو في البرية، أو في حديقة عامة، إلقاء التحية، حتى بدون تعارف، أفضل بكثير من عدمه، فعلاوة على أنه دلالة تهذيب رفيع، قد يكون باعثاً على كسب المزيد من الأصدقاء.
عبارات التحية:
- صباح الخير – مساء الخير – نهارك سعيد – أهلاً وسهلاً – السلام عليكم – زيارة مقبولة – مبروك – كيف حالك – نشكر الله – قلها باحترامٍ وتشوق وانظر الى الشخص وابتسم له بلطفٍ مع شيء من الانحناء.
1- ترجع المصافحة إلى عهد الكهوف، حين كان الرجل يحمل الهراوة ليدفع عن نفسه خطر الوحوش وخطر أعدائه من بني البشر. فعند التلاقي، وللتعبير عن أنه لا يضمر له شراً، كان يضع هرواته جانباً ليصافح من يلتقيه.
2- في الصين والهند، يصافح أحدهم الآخر بجمع كلتا اليدين إلى بعضهما كأنه في وضع صلاة.
3- ينبغي تحاشي إبقاء اليد في يد الآخرين وقتاً أكثر مما هو مألوف، مهما كانت الصداقة الحميمة.
4- إقبض بيدك اليمنى كاملةً، لا باصبعين أو ثلاثة، على يمنى مصافِحِكَ، بثباتٍ وحرارةٍ وترحابٍ وتشوق دونَ الشدِّ عليها، ودون هزّ الأصابعِ بتراخ... بادر إلى تحية رؤسائك وأساتذتك وأصدقائك، وصافحهم اذا صافحوك. إنزع القفازين عند المصافحة.
5- إذا كانت التقاليد تقضي بأن يبدأ الصغير بتحية الكبير، ففي المصافحة، على الشخص الأكبر أن يمدّ يده أولاً إلى مصافحة الشخص الآخر... وإن حدث أن بدأ الأصغر بالمصافحة، توجب على الأكبر أن لا يتجاهله.
6- ينوب العناق مناب المصافحة بين الأهل والأصدقاء بعد غياب طويل، ولا يجري في الأمكنة العامة الا عند السفر، للتوديع أو للاستقبال.
7- عادة التقبيل، بعد المصافحة والعناق، غير مستحبة، ولا سيما أيام الحرّ، حين يتصبب العرق، أو لدى تفشي الأوبئة.. ومهما يكن، فمن الأفضل الحدّ من هذه العادة، علماً بأن المصافحة الصادقة المصحوبة بالابتسامة الرقيقة وتبادل التمنيات الطيبّة، في أي لقاء، هي أقرب إلى المودّة الحقيقية والحياة العصرية.
المحادثــــــــــة
هي ميزةٌ من ميزات الانسان، يتم بواسطتها ايصالُ الآراء والأفكار، واتقان صفقةٍ رابحةٍ، كلمة مشجعةٌ ومنشطةٌ لإنسان... والدفاع عن حقٍ وعدالةٍ، وخيرٍ، ووطنٍ.
هناك ثلاثة مواضيع يجب أن لا تكون مدار الحديث إلا بين الأصدقاء الحميمين: السياسة، الدين، الشؤون المنزلية. وواضح أن القصد من تحذير المتحدثين بتبادل هذه المواضيع، هو تجنب الاصطدام بينهم في الموضوعين الأولين، وتجنب إزعاج الناس بأمور لا تهمهم في الموضوع الأخير.
- يجب أن تتنازل عن الكلام لمن هو أكبر منك سناً.
- يجب أن تولي محدثيك الانتباه الذي تود أن يولوك إياه.
- يجب أن لا تجزم بآرائك وميولك جزماً قاطعاً قاسي اللهجة.
- لا تقل "هو" أو "هي" عن شخص ثالث موجود بين المتحدثين.
- تجنب الحديث عن نفسك، وعن مآثرك، وعن نجاحك، أو إخفاقك، وعن صحتك أو مرضك.
- لا تتحدث بصوت راعد ولا بصوت أشبه بالهمس، وتأكد بأنه كلما علتْ ثقافة انسانٍ ازداد صوته انخفاضاً. وليخرج الصوت دائماً من الصدر، لا من الأنف، ولا من الحنجرة، ولا من الرأس.
- لا تتبادل مع بعض الحاضرين نظرات فيها غمز بالآخرين واعتداد بالنفس، فإن الأشخاص الذين تعنيهم بتلك النظرات سينتبهون اليها.
- لا تغتب شخصاً غائباً أمام أشخاص لا تدري إن كانوا أقرباء له أو أصدقاء.
- إذا كنت تناقش أحداً في بعض آرائه العامة، فيجب أن لا تدخل شخصيته في مناقشتك وانتقادك، وإلا فإن المحادثة ستؤدي إلى النزاع بينكما.
- لا تتحدث إلى صديق بلغة أجنبية وأنتما بين أشخاص لا يعرفون هذه اللغة.
- إذا كان لديك بعض الضيوف، فيجب أن تحرص على أن يكونوا هم اللامعون في ذلك الاجتماع لا أنت.
- تحدث إلى كل شخص بما يهمه.
- لا ضرورة لتصحيح بعض الأغلاط إذا كانت هذه الأغلاط لا تؤذي أحداً. ولا تقل لمن أخطأ: "أنت مخطىء" بل قل: "قد تكون على صوابٍ أما أنا فأظن..."
- "ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا" فالحق وحده يعلو ولا يعلو عليه.
- "مهما زخرفَ الأحمق ثوبه بقيَ الثوبُ ثوب أحمقِ". كن متواضعاً في حديثك فالتواضع فضيلةٌ لا بل قوةٌ ساحرةٌ تضاعف عدد محبيك، وتعلي من شأنك، وتقوي مكانتك. لا تتشاوف وتتعال وتتكبر وتكثر من استعمال "الانا" والتكلم عن النفس والاسهاب في هذا الموضوع حتى لو سئلتَ عنه، فهذه صفة الجهال وسخيفي العقل وضعيفي الإدراك.
الممنوعات في محادثاتنا:
1- المزاح.
2- الهزء.
3- الكذب.
4- الاغتياب والنميمة.
5- النقد الهدام.
6- التشهير.
7- المديح الكاذب.
8- المناقشة حتى الصراخ.
أعداء المحادثة:
1- هناك الثرثار الذي يَهرِفُ بما لا يعرف، ويطيل الكلام في أمور تافهة، ويحدّث عن أي شيء بشكل إعتباطي، ولا يوفر أحداً في تعليقاته السطحية، وقلّ أن يدع فرصة لسواه في المحادثة...
2- وهناك المتباهي الذي لا يأخذ بعين الاعتبار مستوى سامعيه، فيردد على مسامعهم كلماتٍ لم يألفوها.
3- وهناك المستأثر بالرأي: "عنزة ولو طارت"! فلا يسلّم إلا بما هو محفور في ذهنه، مهما تعددت براهين الإقناع.
4- وهناك المتربص بالمتحدثين سوءاً، الذي لا يتدخل في المحادثة إلا ليفرغ ما في جعبته من النقد اللاذع، وأحياناً المهين، بعد أن يمهد له بالنقض الإعتباطي، غير المستند إلى أية أدلة مقنعة، فهو جامح أبداً إلى التحطيم بغية الظهور بمظهر الفهيم العليم ببواطن الأمور وخفايا الصدور.
5- وهناك المقاطع المزمن الذي لا يدع محدِّثاً يكمل ما بدأ به، فهو يدخل على الخط، باستمرار، متى شاء وكيفما شاء، لا استئذان ولا من يحزنون، وكأن ساحة المحادثة مسجلة باسمه في السجل العقاري.
6- وهناك العصبيّ المزاج الذي لا يحتمل أية مناقشة أو معاكسة، فكلامه منزل، والويل لمن لا يجاريه فيه، فصوته سيلعلع تلقائياً، وزخات كلامه المؤذي سوف تتتابع.
7- وهناك من لا يحترم من هو أكبر سنّا، فبدلاً من أن يُصغي إليه ليستفيد من خبرته وحنكته في الحياة، يتصدى له ويستخف به، ناعياً نمطه الذي أكل الدهر عليه وشرب.
8- وهناك عديم الذوق الذي لا يحترم وجود مقامات أو صبايا أو أحداث، فيتمادى في ما يحلو له على غير هدىً.
9- وهناك الذين لا شأن لهم سوى تبادل الغمزات والنظرات والابتسامات التي يتطاير منها الهزء والخبث والاستخفاف.
10- وهناك عديم البصيرة الذي يغتنم فرصة وجود أناس ذوي ميول سياسية مختلفة أو متضاربة ليشعل الفتيل بينهم.
11- وهناك الذين يتكلمون بلغة أجنبية ضاربين بعرض الحائط الموجودين معهم الذين يجهلون هذه اللغة.
12- وهناك الذين يتكلّمون بصوت مرتفع جداً كأنهم بين أناس صمّ.
أخيراً، المتحدث اللبق هو من يحمل سامعيه على المشاركة في الحديث، ويجعلهم يختارون الموضوعات التي يرتاحون اليها ويغضّ النظر عن أخطاء لا تشكل أذيّة تذكر.
الحـوانيــــــــــت
ليكن اختيارك للأغراض التي تريد شراءها من أحد الحوانيت سريعاً، لئلا يضيق صدر البائع وتضيق صدور الزبائن الآخرين من بطئك وترددك.
لا تنقص من قيمة البضائع المعروضة عليك أو تظهر احتقارك لها، وإذا أردت رفضها وشراء غيرها، أو عدم الشراء بتاتاً، فاكتف بالقول بأنها لا تلائمك.
الــــــــــدرج
في كل مكان تتقدم المرأة الرجل، ما عدا صعود الدرج، فيجب على الرجل أن يتقدم فيه المرأة.
إذا التقيت برجل وامرأة وأنت تصعد الدرج، فيستحسن أن تحيها تحية خفيفة، وإن كنت لا تعرفهما، وإذا كانا مسنين فيجب أن تترك لهما الناحية القريبة من الدرابزين.
المصعــــــــــد
اطفىء لفافة التبغ قبل دخولك المصعد، والتدخين في المصاعد ممنوع في جميع بلاد العالم، بسبب الجو الخانق الذي ينتج عن دخان السجائر في مكان ضيق محشور بالناس.
على من يرتدي قبعة أن يخلعها أثناء دخوله المصعد، وإن كان لا يعرف الأشخاص الذين يرافقهم.
لا تستعمل المصعد وسيلة للعب أو اللهم ولا تترك باب المصعد مفتوحاً مما يعطل حركته.
القــــــــــراءة
إن آداب السلوك في هذا الحفل، تقتصر على إعارة الكتب أو استعارتها على الأصح.
إليك هذه القواعد المطلقة التي يتجاهلها الكثيرون:
- عليك بإعادة الكتب إلى الأشخاص الذين أعاروك إياها، متى انتهيت من مطالعتها، دون أن تنتظر منهم مطالبتك بها، فإن في بقائها عندك، ليس خروجاً على مبادىء الكياسة وحسب، بل خروجاً على أبسط مبادىء الشرف والأمانة.
- يجب أن تعيد الكتب المستعارة إلى أصحابها وهي في حالة جيدة، وقد فتحت صفحاتها باعتناء، ودون أن تكون عليها بقع أو ملاحظات.
- لا يحق لك إعارة كتاب قد استعرته من آخر قبل أن تستأذن صاحبه بذلك.
- لا تضع في صالونك وفي مكتبك بشكل ظاهر كتباً يمكن أن تجرح آراء أصدقائك الدينية أو السياسية.
قـــــل... لا تقـــــل!
في كلامنا الدارج بعض التعابير المستعملة لغرض نقصده، أو حاجة نرغب فيها، وهي في الأصل كلمة مستعارة تعني في الواقع شيئاً آخر.
- لا تقل "لذيذ" أو "ما ألذه" إلا للأشياء التي تتعلق بالطعام أو بالشراب.
- لا تقل "عظيم" عندما يسرد لك صديق عن موضوع لا يتعلق بالعظماء... وإنما تعني به أنك موافق على كلامه، وأنه على صواب. بل قل "عظيم" في استماعك عن عمل جبار أو ضخم، أو عن شخصية بارزة.
- لا تقل "تحفة" بمعنى أنك موافق مع الدهشة على كلام صديقك. بل قل "تحفة" عن التحف والأشياء الثمينة.
- لا تقل "بشرفي" بقصد التأكيد على أمر ما. بل قل "صدقني" .
- لا تقسم بالإيمان والأنبياء والرسل، واعتد أن تكون صادقاً مع نفسك فيصدقك الناس دون الاستعانة بأي شفيع.
العبــــــــــادة
أيا كانت عقيدتك أو رأيك في الدين، فإنك تخل بأبسط مبادىء التهذيب والكياسة إذا وجدت في احتفال ديني، وسلكت مسلكاً يخالف سلوك المؤمنين الذي يحيطون بك.
- إن الأديان على اختلافها، تصدر عن مبدأ واحد هو مبدأ الخير والصلاح والفضيلة والمحبة، فعليك أن تحترمها جميعاً، وأن تحافظ في معابدها، سواء كانت جامعاً أو كنيسة، أو غير ذلك.
- عليك بالتزام ما يلتزمه المؤمنون الأتقياء الذين يحيطون بك، فتنهض إذا نهضوا، وتركع إذا ركعوا، وتظهر بينهم وكأنك واحد منهم تؤمن بما يؤمنون به وتقدس ما يقدسون.
- يجب الانتباه إلى أن سلوكك في أحد المعابد ينبغي أن يكون ملائماً للتقاليد المتبعة فيه، لا التقاليد الشائعة بين طائفتك.
- إعتن بمظهرك الخارجي ليكون قدر المستطاع نظيفاً، لائقاً، يعكس ما لديك من مزايا وصفات.
- تحلَّ برحابة الصدر والثقة بالنفس، والرّقة، وكُن قويّ الارادة، سيّد نفسك، سخياً لطيف المعشر، حافظاً للجميل.
- إحترم الجميع قولاً وعملاً، أوطاناً وديانات، عقائد وآراء.
- أنظر الى الجانب الحسن من حياة الآخرين، وغضَّ الطرف عن بعض هفواتهم، واسعَ لخدمتهم واسعادهم.
- لا تجل للأحزان منفذاً إلى قلبك، ولا تَبدُ كأنك تستعطف الآخرين، بل اعتمد على ثقتك بالنفس وعلى ما أعطيت من مواهب.
- احرص على أن تبقى المناقشة هادئة رزينة، ولا تدعها تصل إلى عتبة الاحتدام، أو إلى الخصومة، أو إلى الكلام المهين، ولدى التباين في وجهات النظر، تسلّح باللين والكلام المقنع.
- لا تكن متشيِّعاً أو متعصِّباً. أعذر محدثّك وأحببه أيّا كان.
- في الصباح، إنهض باكراً، وتخلّ سريعاً عن فراشك الدافىء ووسادتك الناعمة، ورتب سريرك وملابسك وسبّح الخالق مقدماً له يومك وأعمالك، وحيي ذويك طالباً رضاهم والبركات.
- يَجمُل بك أن يوحي وقوفك التواضع لا الخجلَ، ولتكن حركاتك، طبيعية، بعيدة عن الانفعال.
- لا تنتصب على رجل واحدة، وتحاشَ كل رخاوة وميوعة.
- لا تتكىء على ما حولك من قطع أثاث أو غيرها.
- لا تضع يديك في جيوبك، ولا وراءَ ظهرك، أو فوق رأسك، ولا على خاصرتيك... بل دعهما تتدليان بشكل عفوي.
- إجلس مستقيم الرأس والصدر جاعلا زاويةً مستقيمةً بينهما وبين الركبتين... والقِ يديك عليهما وراحتيك.
- لا ترتمِ على المقعد وتتراخى ولا تستند بشدةٍ على ظهره، أو تتأرجع عليه، أو تسندَ رأسك على أحد ذراعية... أو تطوقه بإحدى ذراعيك.
- تحاشى ان تمسكَ احدى رجليك بيديك، أو تضع رجلا فوق أخرى خاصة بحضور من هو أكبر منك سناً أو ارفع مقاماً.
- ليكن رأسك مرفوعاً بشكل طبيعي لا يتمايلُ يمتةً أو يسرة، إلى الأمام او إلى الوراء، لا تحكّه أبداً، وليكن دائماً مسَرَّحاً دون الاكثار من التطييب.
- ليبد ووجهك وقوراً، ودوداً، لطيفاً أبداً، مفترَّ الثغر، تعلوه ابتسامةُ الرضى في الأفراح، ومسحةُ التأثرِ في الأتراح.
- عيناك مرآةُ نفسك، فعليك ان تبدو من خلالهما طيب القلب، نبيل الشعور، هادىء البالِ، لا قاسياً، لا وقحاً، ولا غضوباً...
- اصغ إلى محدثك بكل انتباه واحترام، ولا تطل التحديق اليه، ولا تمل عنه بناظريك كما لو أنك شارد عن حديثه.
- أنفك حافظ عليه نظيفاً، ولا تدخل أناملك فيه... امخط دائماً في منديلك أو في محرمة ورق. وإن سقط منديلٌ من أحدهم، فاكتفِ بتنبيههِ الى ذلك ولا تلتقطته البتة.
- فمك كلما كان نظيفاً أرادك الآخرون، وكلما تعالت منه رائحةٌ كريهةٌ ابتعد عنك أقرب الأقربين. اغسله بعد كلّ وجبةِ طعامٍ، وحرك فرشاةً مليئةً بالمعجونِ من الأعلى الى الأسفل، وبكل اتجاه، للمحافظة على نظافة أسنانٍ براقة.
- تخلَّ عن عادة ترطيب الشفاه أو عضهما أو تحريكهما، بطريقة متواصلة... ولا تفتح فاك وأنتَ تستمعُ الى حديث. وتحل دائماً بالابتسامة. وإياك والقهقهة، والحركات الصبيانية.
- لا تسعل ولا تبصق إلا في المنديل، وعند التثاؤبِ أخفِ الفمَ بيدك اليسرى أو بمنديلك.
- لا تمضغ العلكة وأنت في مجلس مع آخرين.
- إكتف بتنظيف أذنيك بطرف المنشفة ولا تستعمل اصبعا أو دبوساً أو قلما لهذه الغاية.
- اليدان قلِّم أظافرهما واغسلهما قبل الأكل، وبعده، وإثر الخروج من المرحاض. قدّم باليمنى، واستلم باليسرى. امتنع عن الاشارة الى أحدٍ بالسبابة أو باليد وامتنع عن القرعِ بهما على طاولة أو سواها، أو حفهما الواحدة بالأخرى، أو وضعهما على كتف من تخاطب، أو امساك أزراره.
- الرجلان حافظ عليهما نظيفتين وأكثِرْ من ابدال الجوارب. سر سيراً طبيعياً، ولا تخفض كتفا عن الأخرى وأنت تسير، ولا تكثر من التفاتاتك، وامتنعْ، وأنت جالسٌ، عن هزهما.
إذا تعذر على الجائع أن ينام، فقد يتعذر على المتخم أيضاً أن يهنأ في نومه... وان استحال على الجسم الاستغناء عن الطعام، فيستحيل عليه أيضاً الاستغناء عن النوم.. كلاهما ملازمان لتغذية الجسم ولاسترداد عافيته ونشاطه.
قبل النوم:
1- بالاضافة إلى غسل اليدين والقدمين، وفي حال تعذر غسل الرأس بكامله، لا بد من غسل الوجه أيضاً للتخلص مما قد يكون علق به من غبار خلال النهار.
2- في حال الاحساس بثقل في الرجلين، كما لو ان رصاصا معلق بهما، من المفيد جدا تغطيسهما، لمدة ثلاث دقائق، في ماء ساخن بحرارة 45 درجة بعد أن توضع فيه ملعقة صغيرة من صبغة اليود وتذوب فيه قبضة من الملح، ثم يعاد تغطيسهما في ماء بارد لمدة خمس دقائق وما فوق، وأخيراً تمددان في وضع مرتفع لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة.
3- تفادي الحشرات والقهوة والتدخين طلبا لنوم سريع وهادىء.
4- عدم التساهل مع الأولاد في السهر قدر ما يشاؤون، فلقد دلت احدى الدراسات عن النوم على أن 61% من الأولاد، ما بين 7 و 8 من العمر، الذين ينامون 8 ساعات في الليلة الواحدة، كانوا مقصّرين في صفوفهم، في حين أن الذين كانوا ينامون 13 ساعة في الليلة الواحدة 14% منهم كانوا مقصرين في صفوفهم، و 46% منهم عاديون، و 11% منهم يحصلون على علامات جيّدة... هذا عدا عن أن قلة النوم تعرّض الولد للتأتأة، ولا تدع جسمه ينمو بشكل طبيعي، لأن الهرمونات، التي تتحكم بهذا النمو، يفرزها الجسم أثناء النوم.
5- الابقاء على الزهور الطبيعية في غرفة النوم، عند الرقاد، مضّر بالصحة.. فهذه الزهور، كما هو معلوم، تمتص الاوكسيجين من الهواء خلال الليل وتتخلص من الغاز الكربوني، على عكس ما هي عليه في النهار، وبالتالي، تحرم النائم من الاوكسيجين، وتجعله يستنشق الغاز الكربوني الذي يتخلص منه هو بدوره.
6- بما أن الاوكسيجين لا بد من للرئتين من أجل تنقية الدم من الغاز الكربوني، فمن الضروري تأمين تهوئة طبيعية كافية لغرفة النوم خلال الليل بإبقاء، أقله، نافذة مفتوحة أو شبه مفتوحه، أو بعدم إقفال النوافذ الزجاجية إقفالاً تاماً، وفقاً لما تتطلبه حالة الطقس.
7- من طلب النوم الهنيء فليفهم أن هناء النوم مرتبط بمدى تعب النهار، فعلى قدر ما يتعب في النهار، يهنأ بنومه في الليل، وليعتبر أيضاً أن لنوعية العشاء النصيب الأوفر في طلب النوم بالسرعة المرجوة. لذا، لا بد من العشاء الخفيف: جبن، لبن، لبنة، فاكهة، كوب حليب وما شابه.
8- التخلي كليا عن التفكير بما يهز الأعصاب في النهار، وعدم الاسترسال بعيدا مع الاحلام الذهبية والتخيلات لبناء قصور في الهواء.
أثناء النوم:
1- في حال الأرق الشديد، الاستمرار في التقلب في الفراش من جنب إلى جنب من شأنه أن يزيد الأعصاب توتراً. قد تكون أفضل طريقة لإعادة النعاس هي مغادرة الفراش والقيام بأي عمل يلهي: كالمطالعة أو الكتابة، أو التمشي، أو تنظيف البيت، أو الخياطة، أو الكيْ، أو أي عمل يلهي ولا يضني.. ومتى بدأ النعاس يتسلل الى الجفنين فرأساً إلى الفراش. وهناك الرقعة المبللة التي توضع تحت العنق. وهناك التنفس العميق بتواتر، فكمية الاوكسيجين المستنشقة بكثرة من شأنها أن تخدّر الدماغ شيئاً فشيئاً ومع التخدير يأتي النعاس. وهناك الاستحمام بالماء الساخن الذي يريح الأعصاب ويساعد على النوم. وهناك المغليات: يانسون، بابونج،زوفا الخ..
2- الفراش القاسي أفضل للنوم من الفراش الرخو كثيراً، فهذا الأخير يسبب، على المدى البعيد، إعوجاجا في سلسلة الظهر، وتشنجاً في العضلات.. ولكن، ينبغي ألا يكون الفراش قاسياً جداً، لئلا تتأذى العظام والعضلات.
3- توخيا لتسهيل عملية الدورة الدموية، ينبغي أن يكون الفراش مرتفعاً قليلاً عند القدمين بالنسبة إلى ما هو عليه عند الرأس.
4- النوم على الجنب الأيسر مريح للقلب، أما إذا كان هناك تعثر في الكبد أو عسر هضم، فالأفضل النوم على الجنب الأيمن. يبقى النوم على البطن، وهو مفيد لمن يشكو من كثرة الغازات أو من صداع في الرأس.
بعد النوم:
1- بعد النوم، يكون الجسم قد بقي بدون ماء مدةً تتراوح ما بين ست وعشر ساعات، وللتعويض عن هذا النقص، لا بد من تناول كوب أو اثنين من الماء على الريق.. فالماء البارد ينشط الغشاوة الداخلية للامعاء، ويبعد الامساك، وفي حال عدم تقبل الماء البارد، يستعاض عنه بالمغليات: نعناع، يانسون، مع قليل من السكر.
2- عند النهوض من النوم، يكون الدم في حاجة إلى الاوكسيجين باعتبار أن التنفس، خلال النوم، كان بطيئاً. لذا، من المفيد جداً الوقوف أمام نافذة مفتوحة والتنفس مراراً ومراراً تنفساً عميقاً من الأنف وإبقاء الهواء في الرئتين كل مرة قدر ما يمكن من الوقت.. وعملية التنفس هذه ينبغي أن تتكرر في النهار قدر المستطاع، ليتاح للاوكسجين الموجود في الهواء المزيد من تنظيف الدم من الغاز الكربوني.
3- من إعتاد تناول عصير الفاكهة على الريق، فليحذر الافراط منه، لأن الحموضة الموجودة في العصير لا يهضمها الجسم في الصباح كما يهضمها بعد الظهر، مما يؤدي إلى الإحساس بالإنزعاج.. يبقى الماء هو الأفضل.
4- عند القيام من النوم، لا يكون الجسم ليّناً كما كان قبل النوم. لذا، لا بد من النهوض على مهل، والقيام بتمارين رياضية تليّن الجسم شيئاً فشيئاً.. وأفضل مليّن في هذا المجال، بالاضافة إلى التمارين الرياضية، هو الاستحمام الذي ينبغي أن يبدأ بماء فاتر ثم بماء ساخن، وأخيراً بماء بارد ، فيتحرك الدم ويبدأ المستحم نهاره بنشاط وحيوية عقلاً وجسماً.
5- إبقاء النوافذ مفتوحة لاستقبال أشعة الشمس أمر ضروري لتجنيب الأثاث والجدران الرطوبة العالقة بها.
6- الكياسة وأدب احترام الذات يقضيان بترتيب الثياب والسرير ولوازم غرفة النوم كي تكون على الشكل المرتجى لدى العودة إليها في المساء.
اللبــــــــــاس
قيل: "الجمال في البساطة"، وبالتالي، إنّ اللباس البسيط اللائق المتناسب مع الجسم، ومع تقلّبات الطقس هو الذي يُريحه، وهذه الناحية هي الأهم سواء كان هناك تباين في العمر، أو فارق في البيئة، أو متطلبات لضرورات اجتماعية.
المقياس هو الذوق، فيه وحده يتمكّن صاحبه من ابراز ذاته بالشكل الذي يتقبلّه سواه.
وإذا كان اختيارُ اللباس ميزاناً لسلامة ذوق الشخص، فالمحافظة على نظافته وصيانته أمرٌ مكملٌ له: فلا تلطيخ، ولا تشويه، ولا اعوجاج، ولا تقطيع أزرار، بل لباس متكامل الهندام.
علينا أن نتذكر أنّ قيمة الانسان ليست في لباسه، مهما غالي في الذوق والهندام، إنما في ما يخفي وراء هذا اللباس من شيمٍ وأخلاق.
إن نوعية اللباس، وليس اللباس الباهظ الثمن، هو الذي يطفي على الإنسان مظاهر الأناقة والذوق السليم.
وتقترن الأناقة بالطبع، مع المظهر الحسن، ونعني بذلك، النظافة البدنية، والشعر وطريقة تصفيفه، والأيدي والأظافر.. حتى الكلسات والحذاء.
- للرجال: كانت التقاليد في الماضي تقضي بأن يكون لدى كل رجل عدد من الثياب يرتدي كلاً منها في مناسبة خاصة، ولكن الحياة العصرية قضت بالبساطة، ولم يعد الرجل في حاجة إلى أكثر من ثلاثة أو أربعة تسمى "ثياب المدينة" وأن يكون بينها القاتمة اللون والفاتحة. والثياب الفاتحة تلائم الغداء الذي يتناوله فريق من الأصدقاء الحميمين، ولكن الرجل المدعو إلى عشاء شبه رسمي، يجب أن يرتدي بدلة قاتمة، ويستحسن أن تكون كحلية أو سوداء، وقميصاً أبيض، وربطة عنق موحدة الألوان وحذاء أسود.
- للنساء: ليس من الصعب تحديد ثياب المرأة العصرية، فهي تحتاج إلى ثياب المدينة، وثياب الحفلات والسهرات، وثياب النزهات والرحلات.
الادب، في مفهوم التعامل الاخلاقي، يعني أولا وآخرا: الاحترام. احترام الذات واحترام الآخرين. هذه الحقيقة أمر ملموس في الحياة الواقعية، فعندما يقال عن احدهم انه: بلا ادب، فذلك يعني تلقائيا انه بدون تهذيب، مسيءٌ التصرف، أي خال من اللياقة وبالتالي من الاحترام.
قد يتبادر الى اذهان البعض ان احترام الذات لا يتعدى الاحترام المعنوي الذي يتوخاه الانسان من الغير لقاء احترامهم اياه. خطأ. لماذا؟ لأنه ان اعتبرنا ان احترام الآخرين يعني ارضائهم، والتودد اليهم، وعدم ازعاجهم، فكم بالحري ان يبدأ هذا الاحترام بالذات لجهة صونها مما يؤذيها او يضايقها في اللحم والعظم. وبالتالي، ان المحافظة على الجسم، والعناية به، هما حجرا الاساس لاحترام الذات.
يبقى احترام الآخرين، وهو اما مقيد بما هناك من عادات، وتقاليد، وبرتووكولات، ولياقات تتطور بتطور الزمن، وإما نابع من دوافع باطنية تمليها طيبة الانسان، ومحبته، ودقة حسه، ولباقة تصرفه، وسعة ترحيبه، وروعة انسه.
الادب قليله في الكتب، وكثيره عند الناس... فحيثما وجد، وجدت معه الحضارة مهما أوغلت الانسانية في التاريخ... ففي ايام بريكلاس، مثلا، في القرن الخامس قبل المسيح، كانوا يصلون في هياكل أثينا: "اهلّنا كي لا نقول الا ما يرضي الناس، وكي لا نفعل الا ما يحسن في أعينهم".
البساطة:
إذا أردت أن تعرف أسلم قاعدة للسلوك البشري – انها البساطة – إنها السلوك الذي يمنحك القدرة على التعبير عن نفسك وتعريف الآخرين بسجاياك. بالأسلوب البسيط يمكنك أن تعرض الحقيقة بصورة سارة، وتعطي انطباعا جميلا وتوفر على نفسك البحث عن وسيلة معقدة تفرض فيها نفسك أو حاجتك. وستجد أن التحلي بالبساطة هو من الأمور المحببة في كثير من المناسبات. ولكنك لا تستطيع تبني سلوكاً بسيطاً ومبسطاً إلا إذا تخلصت من عقدة الخجل وسيطرته. وحاذر دائماً أن تخلط بين مسألة التخلص من الخجل باقتباس أسلوب جاف وفظ، لأنك تكون قد التجأت إلى أسلوب فرض نفسك واستنفار غيظ الآخرين واستغرابهم. علم نفسك البساطة ولكن في إطار الاعتداد بالنفس والثقة بالذات، وحاذر دائماً زيغان العيون وانفلات نظراتها وتركزها وخاصة في مجتمع فيه نساء، لأن حركات العيون قادرة دائماً على تشويه سلوكك وتحديد نوعية شخصيتك.
كن صريحاً وواضحاً وإشاراتك مرنة ومباشرة وعبر عن ذاتك بعيداً عن الخجل المفتعل والحياء المصطنع أو التردد في عرض أفكارك. وكلما كنت صادقاً مع نفسك كلما كسبت احترام الآخرين وحبهم.
آداب السلوك والبروتوكول
أفضل أنواع اللياقة والتهذيب تهذيب القلب والعقل، ذلك الذي يحسه المرء في ذاته، أو الذي يكتسبه من أسرته أو عن طريق تجاربه في الحياة. في هذا المضمار يكون الوعي أفضل وأضمن دليل من أي مؤلف في هذا المجال.
إن الكياسة أو التهذيب والبروتوكول يتحدان ويتداخلان رغم أن كلاً من التعبيرين يشير إلى مدلول خاص مختلف. إن التهذيب واللياقة شكلان طبيعيان لدى الشخص المتطور فكرياً، وكثيراً ما تجد أحلى أنواعهما لدى الشعوب البدائية. وهما يرتكزان على قواعد مألوفة على التقاليد، وحسب الظروف، ودرجة الألفة والمناخ، يمكن اعتماد هذه القواعد، وأحياناً يمكن نقلها وتداولها.
أما البروتوكول، فهو بالعكس قاعدة إجبارية يسير علاقات المسؤولين الرسميين بين بعضهم بعضاً ويؤثر في مجرى الاحتفالات الشعبية والعامة. فبين آداب السلوك والبروتوكول يوجد اختلاف يشبه ذلك الذي يفصل بين الحق الطبيعي والحق نفسه.
إن البروتوكول باليونانية يعني الصفحة الأولى الملصوقة من سجل، وبالمجاز يعني السجل نفسه، وبالتعميم ما يحتويه السجل وفي القرون الوسطى كانوا يعرفون مبادئه المهمة على النحو التالي:
بروتوكول كاتب العدل، البروتوكول الدولي. أما الأستاذ ليترة (Littre 1881-1801) فيُعرف البروتوكول بأنه كتاب صيغ يدل على طرق الكتابة لمختلف الأشخاص حسب أنواعهم.
فالبروتوكول إذن، هو مجموعة القواعد التي يجب اتباعها في العلاقات المتبادلة شخصية أو كتابة، من قبل الأشخاص الذين يحتلون في المجتمع مركزاً مرموقاً بفعل انتمائهم منذ الولادة – كالملوك وأسرهم – أو مراكزهم. وهو أيضاً مجموعة القواعد التي تسير علاقات الدول وممثليها.
إن هذا التعريف يبين بوضوح الفارق بين آداب السلوك والبروتوكول. إن هذا الأخير لا يتشكل إلا بدءاً من مستوى معين وبنية خاصة في المجتمع في حين أن الأول يسري على المجتمع بأسره.
وليس ثمة بروتوكول في الأسرة أو بين الأصدقاء، في حين أن أشد أنواع الألفة تتطلب دائما أشد أنواع اللياقة.
مبادئ عامــة
التعريـــــــــف
يخضع التعريف الأشخاص بعضهم إلى بعض لقواعد دقيقة ينبغي التقيد بها لئلا تجرح الأشخاص الذين يتعارفون .
- يجب أن تقدم دائماً الأصغر سناً أو منزلة إلى الأكبر، مسمياً الأول ثم الثاني. ويستحسن أن تنوه خلال الحديث بألقاب وأعمال الأشخاص الذين تقدم بعضهم إلى بعض، فإن ذلك يساعد على إيجاد موضوعات غير حديث الجو.
- ويجب أن تقدم الرجل إلى المرأة بصرف النظر عن سن الرجل، وإذا كانت المرأة جالسة فإنها لا تنهض من مقعدها لتحييه بيدها، أما إذا كان الرجل ملكاً أو رئيساً أو حاكماً أو سفيراً ، أو من رجال الدين فتقدم عندئذ المرأة إلى الرجل، وحين تقدم المرأة إلى واحد من هؤلاء فإنها تنحني انحناء قصيراً.
- يستحسن عند التعارف أن تعلو وجه المتعارفين ابتسامة خفيفة.
- إذا صدف وقدمت شخصين متماثلين في السن والمركز، فاتخذ أسلوباً سريعاً بالتعريف، بحيث لا يشعر أحدهما بأي فارق.
- وإذا نسيت إسم أحدهما أو كليهما – وهذا يحدث أحياناً – فبادر إلى القول: أعتقد أنكما تعرفان بعضكما ولا حاجة إلى تعريفكما.. وفي هذه الحالة على المتعارفين أن يذكرا إسميهما حالاً.
- كيف تعرف بنفسك: في جميع المآدب التي تجمع عدداً كبيراً من المدعوين من رسميين وأجانب، يستحسن أن تعرف بنفسك ببساطة إلى الجالسين بجوارك، وحاول أن تتجاذب أطراف الحديث بينهما بالتساوي.
- إذا صادفت شخصاً تعرفه ومرت فترة طويلة دون لقاء، وشعرت أنه لم يتذكرك، فلا داعي لتقول له "إحذر من أنا..؟" إن هذا النوع من التعريف أو المزاح ليس مقبولا دوماً بل بادر إلى تذكيره بالمكان الذي سبق واجتمعت فيه.
التحيــــــــــة
- تقضي التقاليد بأن يبدأ الصغير بتحية الكبير، أما المصافحة، فعلى الشخص الأكبر أن يمد يده لمصافحة الأصغر، وإذا حدث العكس – عن جهل الأصول – فعلى الشخص الأكبر أن لا يتجاهل التحية.
- على السيدة أن لا تحيي في الحفلات إلا الذين يقدمون إليها بهزة خفيفة من رأسها، وفي حالة المصافحة فإنها لا تخلع قفازها.
- التحية في المنزل: على المضيفة أن تنهض من مقعدها لتحية القادمين من رجال ونساء لزيارتها، وعلى زوجها أن يشاركها بالنهوض من مقعده.
- وعلى السيدة الشابة أن تنهض لتحية سيدة أكبر منها سناً، ولرجل الدين، والرجال البارزين أيضاً.
- التحية في الشارع: إذا التقيت بأشخاص تعرفهم في الطريق فيجب أن تحييهم، وإذا كنت ترتدي قبعة فيجب رفعها عن الرأس باليد اليمنى، وإذا صافحتهم فيجب أن تخلع قفازك، وإذا كنت ترتدي قبعة ورفعتها وكان الشخص الذي تحييه رجلاً أكبر منك سناً أو منزلة، أو امرأة، فيجب أن تبقى مكشوف الرأس حتى يطلب اليك أن تعيد القبعة إلى رأسك، ومن واجب هذا الشخص أن يفعل ذلك بسرعة.
إذا التقيت سيدةً عند أول سلمِ البناية، حيِّها واصعد أمامها، وإذا التقيت بها تصعدُ، فتنحَّ جانباً وحيّها وأترك لها ناحية المتكأ (الدرابزين).
1- التحية، عند التلاقي، تختلف باختلاف عادات الشعوب، فالأتراك مثلا، يحييون بوضع اليد على القلب، فعلى الشفتين، فعلى الجبين للتعبير بأنهم يخلصون لمن يحييونه قلباً ولساناً وفكراً...وفي فرنسا، كانت التحية بانحناء عميق لجذع الجسم، استعيض عنه، فيما بعد، بانحناء الرأس مع بقاء الجذع منتصباً، لتنتهي بإنحناء الرأس مع إنحناء بسيط للجذع الأعلى من الجسم.
2- عند التحية، لا بدّ من نقل السيجارة أو السيجار أو العصا أو المظلة من اليد اليمنى إلى اليسرى.
3- لدى التلاقي عند الدرج، أو في المصعد، أو في نزهة أو في البرية، أو في حديقة عامة، إلقاء التحية، حتى بدون تعارف، أفضل بكثير من عدمه، فعلاوة على أنه دلالة تهذيب رفيع، قد يكون باعثاً على كسب المزيد من الأصدقاء.
عبارات التحية:
- صباح الخير – مساء الخير – نهارك سعيد – أهلاً وسهلاً – السلام عليكم – زيارة مقبولة – مبروك – كيف حالك – نشكر الله – قلها باحترامٍ وتشوق وانظر الى الشخص وابتسم له بلطفٍ مع شيء من الانحناء.
المصافحــــــــــة
1- ترجع المصافحة إلى عهد الكهوف، حين كان الرجل يحمل الهراوة ليدفع عن نفسه خطر الوحوش وخطر أعدائه من بني البشر. فعند التلاقي، وللتعبير عن أنه لا يضمر له شراً، كان يضع هرواته جانباً ليصافح من يلتقيه.
2- في الصين والهند، يصافح أحدهم الآخر بجمع كلتا اليدين إلى بعضهما كأنه في وضع صلاة.
3- ينبغي تحاشي إبقاء اليد في يد الآخرين وقتاً أكثر مما هو مألوف، مهما كانت الصداقة الحميمة.
4- إقبض بيدك اليمنى كاملةً، لا باصبعين أو ثلاثة، على يمنى مصافِحِكَ، بثباتٍ وحرارةٍ وترحابٍ وتشوق دونَ الشدِّ عليها، ودون هزّ الأصابعِ بتراخ... بادر إلى تحية رؤسائك وأساتذتك وأصدقائك، وصافحهم اذا صافحوك. إنزع القفازين عند المصافحة.
5- إذا كانت التقاليد تقضي بأن يبدأ الصغير بتحية الكبير، ففي المصافحة، على الشخص الأكبر أن يمدّ يده أولاً إلى مصافحة الشخص الآخر... وإن حدث أن بدأ الأصغر بالمصافحة، توجب على الأكبر أن لا يتجاهله.
6- ينوب العناق مناب المصافحة بين الأهل والأصدقاء بعد غياب طويل، ولا يجري في الأمكنة العامة الا عند السفر، للتوديع أو للاستقبال.
7- عادة التقبيل، بعد المصافحة والعناق، غير مستحبة، ولا سيما أيام الحرّ، حين يتصبب العرق، أو لدى تفشي الأوبئة.. ومهما يكن، فمن الأفضل الحدّ من هذه العادة، علماً بأن المصافحة الصادقة المصحوبة بالابتسامة الرقيقة وتبادل التمنيات الطيبّة، في أي لقاء، هي أقرب إلى المودّة الحقيقية والحياة العصرية.
المحادثــــــــــة
هي ميزةٌ من ميزات الانسان، يتم بواسطتها ايصالُ الآراء والأفكار، واتقان صفقةٍ رابحةٍ، كلمة مشجعةٌ ومنشطةٌ لإنسان... والدفاع عن حقٍ وعدالةٍ، وخيرٍ، ووطنٍ.
هناك ثلاثة مواضيع يجب أن لا تكون مدار الحديث إلا بين الأصدقاء الحميمين: السياسة، الدين، الشؤون المنزلية. وواضح أن القصد من تحذير المتحدثين بتبادل هذه المواضيع، هو تجنب الاصطدام بينهم في الموضوعين الأولين، وتجنب إزعاج الناس بأمور لا تهمهم في الموضوع الأخير.
- يجب أن تتنازل عن الكلام لمن هو أكبر منك سناً.
- يجب أن تولي محدثيك الانتباه الذي تود أن يولوك إياه.
- يجب أن لا تجزم بآرائك وميولك جزماً قاطعاً قاسي اللهجة.
- لا تقل "هو" أو "هي" عن شخص ثالث موجود بين المتحدثين.
- تجنب الحديث عن نفسك، وعن مآثرك، وعن نجاحك، أو إخفاقك، وعن صحتك أو مرضك.
- لا تتحدث بصوت راعد ولا بصوت أشبه بالهمس، وتأكد بأنه كلما علتْ ثقافة انسانٍ ازداد صوته انخفاضاً. وليخرج الصوت دائماً من الصدر، لا من الأنف، ولا من الحنجرة، ولا من الرأس.
- لا تتبادل مع بعض الحاضرين نظرات فيها غمز بالآخرين واعتداد بالنفس، فإن الأشخاص الذين تعنيهم بتلك النظرات سينتبهون اليها.
- لا تغتب شخصاً غائباً أمام أشخاص لا تدري إن كانوا أقرباء له أو أصدقاء.
- إذا كنت تناقش أحداً في بعض آرائه العامة، فيجب أن لا تدخل شخصيته في مناقشتك وانتقادك، وإلا فإن المحادثة ستؤدي إلى النزاع بينكما.
- لا تتحدث إلى صديق بلغة أجنبية وأنتما بين أشخاص لا يعرفون هذه اللغة.
- إذا كان لديك بعض الضيوف، فيجب أن تحرص على أن يكونوا هم اللامعون في ذلك الاجتماع لا أنت.
- تحدث إلى كل شخص بما يهمه.
- لا ضرورة لتصحيح بعض الأغلاط إذا كانت هذه الأغلاط لا تؤذي أحداً. ولا تقل لمن أخطأ: "أنت مخطىء" بل قل: "قد تكون على صوابٍ أما أنا فأظن..."
- "ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا" فالحق وحده يعلو ولا يعلو عليه.
- "مهما زخرفَ الأحمق ثوبه بقيَ الثوبُ ثوب أحمقِ". كن متواضعاً في حديثك فالتواضع فضيلةٌ لا بل قوةٌ ساحرةٌ تضاعف عدد محبيك، وتعلي من شأنك، وتقوي مكانتك. لا تتشاوف وتتعال وتتكبر وتكثر من استعمال "الانا" والتكلم عن النفس والاسهاب في هذا الموضوع حتى لو سئلتَ عنه، فهذه صفة الجهال وسخيفي العقل وضعيفي الإدراك.
الممنوعات في محادثاتنا:
1- المزاح.
2- الهزء.
3- الكذب.
4- الاغتياب والنميمة.
5- النقد الهدام.
6- التشهير.
7- المديح الكاذب.
8- المناقشة حتى الصراخ.
أعداء المحادثة:
1- هناك الثرثار الذي يَهرِفُ بما لا يعرف، ويطيل الكلام في أمور تافهة، ويحدّث عن أي شيء بشكل إعتباطي، ولا يوفر أحداً في تعليقاته السطحية، وقلّ أن يدع فرصة لسواه في المحادثة...
2- وهناك المتباهي الذي لا يأخذ بعين الاعتبار مستوى سامعيه، فيردد على مسامعهم كلماتٍ لم يألفوها.
3- وهناك المستأثر بالرأي: "عنزة ولو طارت"! فلا يسلّم إلا بما هو محفور في ذهنه، مهما تعددت براهين الإقناع.
4- وهناك المتربص بالمتحدثين سوءاً، الذي لا يتدخل في المحادثة إلا ليفرغ ما في جعبته من النقد اللاذع، وأحياناً المهين، بعد أن يمهد له بالنقض الإعتباطي، غير المستند إلى أية أدلة مقنعة، فهو جامح أبداً إلى التحطيم بغية الظهور بمظهر الفهيم العليم ببواطن الأمور وخفايا الصدور.
5- وهناك المقاطع المزمن الذي لا يدع محدِّثاً يكمل ما بدأ به، فهو يدخل على الخط، باستمرار، متى شاء وكيفما شاء، لا استئذان ولا من يحزنون، وكأن ساحة المحادثة مسجلة باسمه في السجل العقاري.
6- وهناك العصبيّ المزاج الذي لا يحتمل أية مناقشة أو معاكسة، فكلامه منزل، والويل لمن لا يجاريه فيه، فصوته سيلعلع تلقائياً، وزخات كلامه المؤذي سوف تتتابع.
7- وهناك من لا يحترم من هو أكبر سنّا، فبدلاً من أن يُصغي إليه ليستفيد من خبرته وحنكته في الحياة، يتصدى له ويستخف به، ناعياً نمطه الذي أكل الدهر عليه وشرب.
8- وهناك عديم الذوق الذي لا يحترم وجود مقامات أو صبايا أو أحداث، فيتمادى في ما يحلو له على غير هدىً.
9- وهناك الذين لا شأن لهم سوى تبادل الغمزات والنظرات والابتسامات التي يتطاير منها الهزء والخبث والاستخفاف.
10- وهناك عديم البصيرة الذي يغتنم فرصة وجود أناس ذوي ميول سياسية مختلفة أو متضاربة ليشعل الفتيل بينهم.
11- وهناك الذين يتكلمون بلغة أجنبية ضاربين بعرض الحائط الموجودين معهم الذين يجهلون هذه اللغة.
12- وهناك الذين يتكلّمون بصوت مرتفع جداً كأنهم بين أناس صمّ.
أخيراً، المتحدث اللبق هو من يحمل سامعيه على المشاركة في الحديث، ويجعلهم يختارون الموضوعات التي يرتاحون اليها ويغضّ النظر عن أخطاء لا تشكل أذيّة تذكر.
الحـوانيــــــــــت
ليكن اختيارك للأغراض التي تريد شراءها من أحد الحوانيت سريعاً، لئلا يضيق صدر البائع وتضيق صدور الزبائن الآخرين من بطئك وترددك.
لا تنقص من قيمة البضائع المعروضة عليك أو تظهر احتقارك لها، وإذا أردت رفضها وشراء غيرها، أو عدم الشراء بتاتاً، فاكتف بالقول بأنها لا تلائمك.
الــــــــــدرج
في كل مكان تتقدم المرأة الرجل، ما عدا صعود الدرج، فيجب على الرجل أن يتقدم فيه المرأة.
إذا التقيت برجل وامرأة وأنت تصعد الدرج، فيستحسن أن تحيها تحية خفيفة، وإن كنت لا تعرفهما، وإذا كانا مسنين فيجب أن تترك لهما الناحية القريبة من الدرابزين.
المصعــــــــــد
اطفىء لفافة التبغ قبل دخولك المصعد، والتدخين في المصاعد ممنوع في جميع بلاد العالم، بسبب الجو الخانق الذي ينتج عن دخان السجائر في مكان ضيق محشور بالناس.
على من يرتدي قبعة أن يخلعها أثناء دخوله المصعد، وإن كان لا يعرف الأشخاص الذين يرافقهم.
لا تستعمل المصعد وسيلة للعب أو اللهم ولا تترك باب المصعد مفتوحاً مما يعطل حركته.
القــــــــــراءة
إن آداب السلوك في هذا الحفل، تقتصر على إعارة الكتب أو استعارتها على الأصح.
إليك هذه القواعد المطلقة التي يتجاهلها الكثيرون:
- عليك بإعادة الكتب إلى الأشخاص الذين أعاروك إياها، متى انتهيت من مطالعتها، دون أن تنتظر منهم مطالبتك بها، فإن في بقائها عندك، ليس خروجاً على مبادىء الكياسة وحسب، بل خروجاً على أبسط مبادىء الشرف والأمانة.
- يجب أن تعيد الكتب المستعارة إلى أصحابها وهي في حالة جيدة، وقد فتحت صفحاتها باعتناء، ودون أن تكون عليها بقع أو ملاحظات.
- لا يحق لك إعارة كتاب قد استعرته من آخر قبل أن تستأذن صاحبه بذلك.
- لا تضع في صالونك وفي مكتبك بشكل ظاهر كتباً يمكن أن تجرح آراء أصدقائك الدينية أو السياسية.
قـــــل... لا تقـــــل!
في كلامنا الدارج بعض التعابير المستعملة لغرض نقصده، أو حاجة نرغب فيها، وهي في الأصل كلمة مستعارة تعني في الواقع شيئاً آخر.
- لا تقل "لذيذ" أو "ما ألذه" إلا للأشياء التي تتعلق بالطعام أو بالشراب.
- لا تقل "عظيم" عندما يسرد لك صديق عن موضوع لا يتعلق بالعظماء... وإنما تعني به أنك موافق على كلامه، وأنه على صواب. بل قل "عظيم" في استماعك عن عمل جبار أو ضخم، أو عن شخصية بارزة.
- لا تقل "تحفة" بمعنى أنك موافق مع الدهشة على كلام صديقك. بل قل "تحفة" عن التحف والأشياء الثمينة.
- لا تقل "بشرفي" بقصد التأكيد على أمر ما. بل قل "صدقني" .
- لا تقسم بالإيمان والأنبياء والرسل، واعتد أن تكون صادقاً مع نفسك فيصدقك الناس دون الاستعانة بأي شفيع.
العبــــــــــادة
أيا كانت عقيدتك أو رأيك في الدين، فإنك تخل بأبسط مبادىء التهذيب والكياسة إذا وجدت في احتفال ديني، وسلكت مسلكاً يخالف سلوك المؤمنين الذي يحيطون بك.
- إن الأديان على اختلافها، تصدر عن مبدأ واحد هو مبدأ الخير والصلاح والفضيلة والمحبة، فعليك أن تحترمها جميعاً، وأن تحافظ في معابدها، سواء كانت جامعاً أو كنيسة، أو غير ذلك.
- عليك بالتزام ما يلتزمه المؤمنون الأتقياء الذين يحيطون بك، فتنهض إذا نهضوا، وتركع إذا ركعوا، وتظهر بينهم وكأنك واحد منهم تؤمن بما يؤمنون به وتقدس ما يقدسون.
- يجب الانتباه إلى أن سلوكك في أحد المعابد ينبغي أن يكون ملائماً للتقاليد المتبعة فيه، لا التقاليد الشائعة بين طائفتك.
الحضــــــــــور المهـذب
- إعتن بمظهرك الخارجي ليكون قدر المستطاع نظيفاً، لائقاً، يعكس ما لديك من مزايا وصفات.
- تحلَّ برحابة الصدر والثقة بالنفس، والرّقة، وكُن قويّ الارادة، سيّد نفسك، سخياً لطيف المعشر، حافظاً للجميل.
- إحترم الجميع قولاً وعملاً، أوطاناً وديانات، عقائد وآراء.
- أنظر الى الجانب الحسن من حياة الآخرين، وغضَّ الطرف عن بعض هفواتهم، واسعَ لخدمتهم واسعادهم.
- لا تجل للأحزان منفذاً إلى قلبك، ولا تَبدُ كأنك تستعطف الآخرين، بل اعتمد على ثقتك بالنفس وعلى ما أعطيت من مواهب.
- احرص على أن تبقى المناقشة هادئة رزينة، ولا تدعها تصل إلى عتبة الاحتدام، أو إلى الخصومة، أو إلى الكلام المهين، ولدى التباين في وجهات النظر، تسلّح باللين والكلام المقنع.
- لا تكن متشيِّعاً أو متعصِّباً. أعذر محدثّك وأحببه أيّا كان.
- في الصباح، إنهض باكراً، وتخلّ سريعاً عن فراشك الدافىء ووسادتك الناعمة، ورتب سريرك وملابسك وسبّح الخالق مقدماً له يومك وأعمالك، وحيي ذويك طالباً رضاهم والبركات.
- يَجمُل بك أن يوحي وقوفك التواضع لا الخجلَ، ولتكن حركاتك، طبيعية، بعيدة عن الانفعال.
- لا تنتصب على رجل واحدة، وتحاشَ كل رخاوة وميوعة.
- لا تتكىء على ما حولك من قطع أثاث أو غيرها.
- لا تضع يديك في جيوبك، ولا وراءَ ظهرك، أو فوق رأسك، ولا على خاصرتيك... بل دعهما تتدليان بشكل عفوي.
- إجلس مستقيم الرأس والصدر جاعلا زاويةً مستقيمةً بينهما وبين الركبتين... والقِ يديك عليهما وراحتيك.
- لا ترتمِ على المقعد وتتراخى ولا تستند بشدةٍ على ظهره، أو تتأرجع عليه، أو تسندَ رأسك على أحد ذراعية... أو تطوقه بإحدى ذراعيك.
- تحاشى ان تمسكَ احدى رجليك بيديك، أو تضع رجلا فوق أخرى خاصة بحضور من هو أكبر منك سناً أو ارفع مقاماً.
- ليكن رأسك مرفوعاً بشكل طبيعي لا يتمايلُ يمتةً أو يسرة، إلى الأمام او إلى الوراء، لا تحكّه أبداً، وليكن دائماً مسَرَّحاً دون الاكثار من التطييب.
- ليبد ووجهك وقوراً، ودوداً، لطيفاً أبداً، مفترَّ الثغر، تعلوه ابتسامةُ الرضى في الأفراح، ومسحةُ التأثرِ في الأتراح.
- عيناك مرآةُ نفسك، فعليك ان تبدو من خلالهما طيب القلب، نبيل الشعور، هادىء البالِ، لا قاسياً، لا وقحاً، ولا غضوباً...
- اصغ إلى محدثك بكل انتباه واحترام، ولا تطل التحديق اليه، ولا تمل عنه بناظريك كما لو أنك شارد عن حديثه.
- أنفك حافظ عليه نظيفاً، ولا تدخل أناملك فيه... امخط دائماً في منديلك أو في محرمة ورق. وإن سقط منديلٌ من أحدهم، فاكتفِ بتنبيههِ الى ذلك ولا تلتقطته البتة.
- فمك كلما كان نظيفاً أرادك الآخرون، وكلما تعالت منه رائحةٌ كريهةٌ ابتعد عنك أقرب الأقربين. اغسله بعد كلّ وجبةِ طعامٍ، وحرك فرشاةً مليئةً بالمعجونِ من الأعلى الى الأسفل، وبكل اتجاه، للمحافظة على نظافة أسنانٍ براقة.
- تخلَّ عن عادة ترطيب الشفاه أو عضهما أو تحريكهما، بطريقة متواصلة... ولا تفتح فاك وأنتَ تستمعُ الى حديث. وتحل دائماً بالابتسامة. وإياك والقهقهة، والحركات الصبيانية.
- لا تسعل ولا تبصق إلا في المنديل، وعند التثاؤبِ أخفِ الفمَ بيدك اليسرى أو بمنديلك.
- لا تمضغ العلكة وأنت في مجلس مع آخرين.
- إكتف بتنظيف أذنيك بطرف المنشفة ولا تستعمل اصبعا أو دبوساً أو قلما لهذه الغاية.
- اليدان قلِّم أظافرهما واغسلهما قبل الأكل، وبعده، وإثر الخروج من المرحاض. قدّم باليمنى، واستلم باليسرى. امتنع عن الاشارة الى أحدٍ بالسبابة أو باليد وامتنع عن القرعِ بهما على طاولة أو سواها، أو حفهما الواحدة بالأخرى، أو وضعهما على كتف من تخاطب، أو امساك أزراره.
- الرجلان حافظ عليهما نظيفتين وأكثِرْ من ابدال الجوارب. سر سيراً طبيعياً، ولا تخفض كتفا عن الأخرى وأنت تسير، ولا تكثر من التفاتاتك، وامتنعْ، وأنت جالسٌ، عن هزهما.
النــــــــــوم
إذا تعذر على الجائع أن ينام، فقد يتعذر على المتخم أيضاً أن يهنأ في نومه... وان استحال على الجسم الاستغناء عن الطعام، فيستحيل عليه أيضاً الاستغناء عن النوم.. كلاهما ملازمان لتغذية الجسم ولاسترداد عافيته ونشاطه.
قبل النوم:
1- بالاضافة إلى غسل اليدين والقدمين، وفي حال تعذر غسل الرأس بكامله، لا بد من غسل الوجه أيضاً للتخلص مما قد يكون علق به من غبار خلال النهار.
2- في حال الاحساس بثقل في الرجلين، كما لو ان رصاصا معلق بهما، من المفيد جدا تغطيسهما، لمدة ثلاث دقائق، في ماء ساخن بحرارة 45 درجة بعد أن توضع فيه ملعقة صغيرة من صبغة اليود وتذوب فيه قبضة من الملح، ثم يعاد تغطيسهما في ماء بارد لمدة خمس دقائق وما فوق، وأخيراً تمددان في وضع مرتفع لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة.
3- تفادي الحشرات والقهوة والتدخين طلبا لنوم سريع وهادىء.
4- عدم التساهل مع الأولاد في السهر قدر ما يشاؤون، فلقد دلت احدى الدراسات عن النوم على أن 61% من الأولاد، ما بين 7 و 8 من العمر، الذين ينامون 8 ساعات في الليلة الواحدة، كانوا مقصّرين في صفوفهم، في حين أن الذين كانوا ينامون 13 ساعة في الليلة الواحدة 14% منهم كانوا مقصرين في صفوفهم، و 46% منهم عاديون، و 11% منهم يحصلون على علامات جيّدة... هذا عدا عن أن قلة النوم تعرّض الولد للتأتأة، ولا تدع جسمه ينمو بشكل طبيعي، لأن الهرمونات، التي تتحكم بهذا النمو، يفرزها الجسم أثناء النوم.
5- الابقاء على الزهور الطبيعية في غرفة النوم، عند الرقاد، مضّر بالصحة.. فهذه الزهور، كما هو معلوم، تمتص الاوكسيجين من الهواء خلال الليل وتتخلص من الغاز الكربوني، على عكس ما هي عليه في النهار، وبالتالي، تحرم النائم من الاوكسيجين، وتجعله يستنشق الغاز الكربوني الذي يتخلص منه هو بدوره.
6- بما أن الاوكسيجين لا بد من للرئتين من أجل تنقية الدم من الغاز الكربوني، فمن الضروري تأمين تهوئة طبيعية كافية لغرفة النوم خلال الليل بإبقاء، أقله، نافذة مفتوحة أو شبه مفتوحه، أو بعدم إقفال النوافذ الزجاجية إقفالاً تاماً، وفقاً لما تتطلبه حالة الطقس.
7- من طلب النوم الهنيء فليفهم أن هناء النوم مرتبط بمدى تعب النهار، فعلى قدر ما يتعب في النهار، يهنأ بنومه في الليل، وليعتبر أيضاً أن لنوعية العشاء النصيب الأوفر في طلب النوم بالسرعة المرجوة. لذا، لا بد من العشاء الخفيف: جبن، لبن، لبنة، فاكهة، كوب حليب وما شابه.
8- التخلي كليا عن التفكير بما يهز الأعصاب في النهار، وعدم الاسترسال بعيدا مع الاحلام الذهبية والتخيلات لبناء قصور في الهواء.
أثناء النوم:
1- في حال الأرق الشديد، الاستمرار في التقلب في الفراش من جنب إلى جنب من شأنه أن يزيد الأعصاب توتراً. قد تكون أفضل طريقة لإعادة النعاس هي مغادرة الفراش والقيام بأي عمل يلهي: كالمطالعة أو الكتابة، أو التمشي، أو تنظيف البيت، أو الخياطة، أو الكيْ، أو أي عمل يلهي ولا يضني.. ومتى بدأ النعاس يتسلل الى الجفنين فرأساً إلى الفراش. وهناك الرقعة المبللة التي توضع تحت العنق. وهناك التنفس العميق بتواتر، فكمية الاوكسيجين المستنشقة بكثرة من شأنها أن تخدّر الدماغ شيئاً فشيئاً ومع التخدير يأتي النعاس. وهناك الاستحمام بالماء الساخن الذي يريح الأعصاب ويساعد على النوم. وهناك المغليات: يانسون، بابونج،زوفا الخ..
2- الفراش القاسي أفضل للنوم من الفراش الرخو كثيراً، فهذا الأخير يسبب، على المدى البعيد، إعوجاجا في سلسلة الظهر، وتشنجاً في العضلات.. ولكن، ينبغي ألا يكون الفراش قاسياً جداً، لئلا تتأذى العظام والعضلات.
3- توخيا لتسهيل عملية الدورة الدموية، ينبغي أن يكون الفراش مرتفعاً قليلاً عند القدمين بالنسبة إلى ما هو عليه عند الرأس.
4- النوم على الجنب الأيسر مريح للقلب، أما إذا كان هناك تعثر في الكبد أو عسر هضم، فالأفضل النوم على الجنب الأيمن. يبقى النوم على البطن، وهو مفيد لمن يشكو من كثرة الغازات أو من صداع في الرأس.
بعد النوم:
1- بعد النوم، يكون الجسم قد بقي بدون ماء مدةً تتراوح ما بين ست وعشر ساعات، وللتعويض عن هذا النقص، لا بد من تناول كوب أو اثنين من الماء على الريق.. فالماء البارد ينشط الغشاوة الداخلية للامعاء، ويبعد الامساك، وفي حال عدم تقبل الماء البارد، يستعاض عنه بالمغليات: نعناع، يانسون، مع قليل من السكر.
2- عند النهوض من النوم، يكون الدم في حاجة إلى الاوكسيجين باعتبار أن التنفس، خلال النوم، كان بطيئاً. لذا، من المفيد جداً الوقوف أمام نافذة مفتوحة والتنفس مراراً ومراراً تنفساً عميقاً من الأنف وإبقاء الهواء في الرئتين كل مرة قدر ما يمكن من الوقت.. وعملية التنفس هذه ينبغي أن تتكرر في النهار قدر المستطاع، ليتاح للاوكسجين الموجود في الهواء المزيد من تنظيف الدم من الغاز الكربوني.
3- من إعتاد تناول عصير الفاكهة على الريق، فليحذر الافراط منه، لأن الحموضة الموجودة في العصير لا يهضمها الجسم في الصباح كما يهضمها بعد الظهر، مما يؤدي إلى الإحساس بالإنزعاج.. يبقى الماء هو الأفضل.
4- عند القيام من النوم، لا يكون الجسم ليّناً كما كان قبل النوم. لذا، لا بد من النهوض على مهل، والقيام بتمارين رياضية تليّن الجسم شيئاً فشيئاً.. وأفضل مليّن في هذا المجال، بالاضافة إلى التمارين الرياضية، هو الاستحمام الذي ينبغي أن يبدأ بماء فاتر ثم بماء ساخن، وأخيراً بماء بارد ، فيتحرك الدم ويبدأ المستحم نهاره بنشاط وحيوية عقلاً وجسماً.
5- إبقاء النوافذ مفتوحة لاستقبال أشعة الشمس أمر ضروري لتجنيب الأثاث والجدران الرطوبة العالقة بها.
6- الكياسة وأدب احترام الذات يقضيان بترتيب الثياب والسرير ولوازم غرفة النوم كي تكون على الشكل المرتجى لدى العودة إليها في المساء.
اللبــــــــــاس
قيل: "الجمال في البساطة"، وبالتالي، إنّ اللباس البسيط اللائق المتناسب مع الجسم، ومع تقلّبات الطقس هو الذي يُريحه، وهذه الناحية هي الأهم سواء كان هناك تباين في العمر، أو فارق في البيئة، أو متطلبات لضرورات اجتماعية.
المقياس هو الذوق، فيه وحده يتمكّن صاحبه من ابراز ذاته بالشكل الذي يتقبلّه سواه.
وإذا كان اختيارُ اللباس ميزاناً لسلامة ذوق الشخص، فالمحافظة على نظافته وصيانته أمرٌ مكملٌ له: فلا تلطيخ، ولا تشويه، ولا اعوجاج، ولا تقطيع أزرار، بل لباس متكامل الهندام.
علينا أن نتذكر أنّ قيمة الانسان ليست في لباسه، مهما غالي في الذوق والهندام، إنما في ما يخفي وراء هذا اللباس من شيمٍ وأخلاق.
إن نوعية اللباس، وليس اللباس الباهظ الثمن، هو الذي يطفي على الإنسان مظاهر الأناقة والذوق السليم.
وتقترن الأناقة بالطبع، مع المظهر الحسن، ونعني بذلك، النظافة البدنية، والشعر وطريقة تصفيفه، والأيدي والأظافر.. حتى الكلسات والحذاء.
- للرجال: كانت التقاليد في الماضي تقضي بأن يكون لدى كل رجل عدد من الثياب يرتدي كلاً منها في مناسبة خاصة، ولكن الحياة العصرية قضت بالبساطة، ولم يعد الرجل في حاجة إلى أكثر من ثلاثة أو أربعة تسمى "ثياب المدينة" وأن يكون بينها القاتمة اللون والفاتحة. والثياب الفاتحة تلائم الغداء الذي يتناوله فريق من الأصدقاء الحميمين، ولكن الرجل المدعو إلى عشاء شبه رسمي، يجب أن يرتدي بدلة قاتمة، ويستحسن أن تكون كحلية أو سوداء، وقميصاً أبيض، وربطة عنق موحدة الألوان وحذاء أسود.
- للنساء: ليس من الصعب تحديد ثياب المرأة العصرية، فهي تحتاج إلى ثياب المدينة، وثياب الحفلات والسهرات، وثياب النزهات والرحلات.