في نبذ من أحواله وأخلاقه من كتاب شرف النبي (ص)
وغيره في تواضعه وحيائه (ص)
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم خيبر ويوم قريضة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته إكاف من ليف (3). وغيره في تواضعه وحيائه (ص)
ـــــــــــــــ
(1) يعني أنهم يستجلبوا الفقير لئلا يؤذي النبي.
(2) الرفادة. الضيافة وورود المدعو على الداعي. والرفد بكسر الرا: الهبة والعطية.
(3) المخطوم: من خطم الحمار بحبل أي جعله على أنفه. والاكاف: برذعة الحمار وجله.
[ 15 ]
عن أنس بن مالك قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته لذلك. عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجلس على الارض ويأكل على الارض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك.
عن أنس بن مالك قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر على صبيان فسلم عليهم وهو مغذ.
عن أسماء بنت يزيد قالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مر بنسوة فسلم عليهن.
عن ابن مسعود قال: أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل يكلمه فأرعد، فقال: هون عليك فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد (1).
عن أبي ذر قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى النبي أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكانا من طين فكان يجلس عليها ونجلس بجانبيه.
سئلت عائشة ما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصنع إذا خلا ؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله ويصنع ما يصنع الرجل في أهله.
وعنها: أحب العمل إلى رسول الله الخياطة.
من كتاب النبوة عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول: مرت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة بذية وهو جالس يأكل، فقالت: يا محمد إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ويحك ! وأي عبد أعبد مني، فقالت: أما لي فناولني لقمة من طعامك فناولها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقمة من طعامه فقالت: لا والله إلى التي في فيك قال: فأخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقمة من فيه فناولها فأكلتها. قال أبو عبد الله (عليه السلام): فما أصابت بداء حتى فارقت الدنيا.
عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تسع سنين فما أعلمه قال لي قط: هلا فعلت كذا وكذا ولا عاب علي شيئا قط.
ـــــــــــــــ
(1) القد بالكسر: الشئ المقدود، وبالفتح جلد السخلة، وبالضم: سمك بحري