في الثامنة مساءاً وكعادتها يومياً دخلت سارة على الشبكة العنكبوتية، وكالعادة أيضاً بدأت بالدخول
إلى بريدها الإلكتروني، فإذا بها تفاجأ برسالة من حازم !! فتحتها وانطلقت في القراءة ولكنها توقفت
عند السطر الثالث ونظرت لأعلى الرسالة حتى تتأكد من أنها موجهة لها فعلاً ولما تأكدت أعادت
القراءة من البداية وهي في ذهول تام ولم تتوقف هذه المرة إلا عند توقيع حازم بنهاية الرسالة
وبعد أن فرغت من قراءتها دمعت عينـاها حيث شعرت بصدق ما جــاء فيها، حتى أنها أعـــادت
قــــراءتها أربع أو خمس مرات قبل أن تتوجــه إلى والدتها وهي مذهولة تماماً لتحكي لها كل ما
حدث حيث أنها لا تخفي عنها شيئاً.
ذهبت وأحضرت معها امها إلى غرفتها وأطلعتها على الرسالة، قرأت الأم رسالة حازم ورغم
اعتراضها الخفي على أسلوب الكلام إلا أنها فرحت كثيـــراً بها حيث رأت بخبـرتها ذكاء وطيبة
من يكتب مثل هذا الكلام وبهذه الطريقة، ولكنها لم تصرح بأي شيئ من ذلك كــي لا تؤثـر على
سارة ولتترك لها الحرية الكاملة في التقرير والاختيار، كل ما قالته أنها تتوسم في حــازم خيراً
ونصحتها بالاستخارة والتفكير، خرجت الام من الغرفة واستلقت سارة مسترخية على سريرها
تنظر إلى السقف سارحة مشتتة التفكير عاجزة عن التركيز في شئ محدد إلا موضوع حـــازم
وبين الحين والآخر تفتح الرسالة وتقرأها وتقول لنفسها... هل أحلم؟؟! أم أنني محظوظة؟؟ أم
أن هناك خطأ ما؟ ثم أخيرا قامت متوجهة إلى شرفتها ونظرت إلى النيل الذي تعشق منظـــــره
ساعة الغروب ولكنها كانت تراه في هذا اليوم أجمل كثيراً من ذي قبل ( لماذا يا ترى؟!! )...
وأتى الليل ونامت لكن بعد صراع مع النوم امتد حتى الثالثة صباحاً.. ورغم ذلك فقد استيقظت
بعــــدها بساعة ونصـــف عند آذان الفجر لتصلي ودعت في صلاتها إلى الله أن يلهمها القرار
الصائب وما فيه الخير لها ولحازم.. ثم قامت واتجـــهت إلــى المرآه... ووقفت أمامها طويلا
وقالت في نفسها عندما قرأت رسالة حازم تمنيت لو انهــــا لا تنتهى فقد أحسست بمشاعر لم
أشعر بها من قبل ولم يكن لدي أمل كبير فى أن أشعر بها يوماً ما، هل أنا جذابة إلى هذا الحد؟
كم تمنيت وأنا أقرأ كلماته لو أنني أمتلك جناحين لأطير بهما ولا أعود ثانية إلى الأرض ولكنى
أخاف من أن تكون الرسالة مجرد كلمات ولا تعدو أن تكون كـذلك !! ثم تعود وتقول: لعنة الله
على كل مخاوفنا التى تحد من استمتاعنا بالحياة وما تمنحه لنا.
في السادسة صباحـــاً ذهبت كالعادة لإيقاظ أمها وأبيها ثم عادت ووقفت أمــــــام المرآه تمشط
شعرها، وتغني ... دا عريسى هياخدني بالسلامة يا ماما ... ثم توقفت وسألت نفسها لماذا تغنى
هذه الأغنية بالذات؟ هــل وافقت دون أن تشعر واعتبرت حازم العريس؟ أم تريد أن تعيـش دور
الأنثــــى التى تتعزز وتقول له دعني أفكر؟ ونظـرت إلى نفسها بالمرآه بشئ من المكر ولم تجب
على أي سؤال ووضعت بعض المساحيق على وجهها... ثم مسحتها ثانية... فهي لا تستطيع أبدا
أن تخـرج بها... ثــم ظلت تجرب ما سترتدى اليوم ... ودارت كالفراشه أمام المرآة... وتحدثت
اليها.. وكأنها صديقتها... وأخبرتها عن الرسالة.. وشكل فستان زفافها الذي تتمناه، وتوقــفت
مرة اخرى... ماذا يحدث بالضبط؟ لم كل هذه النشوة؟ وأخيرا.. مسحت كل شىء عن وجهــها
ولفته بالإيشارب الوردي الذي تفضله وخلعته مــرة أخرى.... وذهبت وأعدت الفطور
وأثناء الجلوس إلى المائدة نظر أبيها إليها وقال: إيه الحلاوة دى يا سارة وشك منور النهاردة ما
شاء الله، نظرت إلى أمها وابتــسمت، فردت الأم: أصل جايلها عريس وباين عليه ولــد طيــب
وابن حلال، إحمر وجه سارة وقــامت على الفور بحجة إحضار بعض السكر من المطبخ رغم
وجوده أمامها ضحك الأب ونظر إلى زوجته وقال: يعنى لازم تكسفي البنت؟ عادت سارة بدون
أن تتلفظ بكلمة وأكملت إفطارها بسرعة ودخلت إلى غرفتها وأغلقت على نفسها الباب وقالت:
الحمد لله إن بابا ماسألش عن التفاصيل... يا خرابى... ده انا كنت أروح فيها، إيه الهبل ده يا
سارة؟ ماتمسكى نفسك شوية يا أمورة وضحكت عالياً واتجهت إلى دولاب ملابسها واستعدت
للخروج وذهبت إلى أمها وقبلتها كالعادة وطلبت منها أن تدعو لها وخرجت متجهة إلى العمل
وهي تتحدث مع نفسها بصوت مسموع وتقول " وبعدين معاكى يا ست سارة إيه التوتر اللى انتى
فيه ده؟ وبدأت تـــردد " لا إله إلا أنت سبحــانك إنى كنت من الظـــالمين " هدأت شيئـاً فشيئاً
وبدت فى منتهى البــراءة وهي تقول: يا رب فـــك عقدة لسانى وما تلخبطش لو قــابلت حازم
يا رب ده أنا مسـكينة وماليش غيرك وفجأة انفجرت في البكاء بلا توقف فهي لـــم تتـــوقع أن
تــواجه في حياتها مثل هذه التجـربة فقد كانت توقن بأنها سترتبـط وتتزوج بشكل تقليدى أو كما
يســمى زواج الصالونات مثل الغالبية العظمى من بنات جيلها فــي مصر، ولكنها هدأت مرة
أخرى وعندما وصلت إلى مقر الشركة رأت حازم ينزل من سيارته ولكنه لم يراها فأسرعت
متجهة إلى باب المصعد حتى تتجنب المواجهة وهي فى هذه الحالة ولكن المصعد كان يقف
فى الطابق الثانى والعشرون ووقع المحظور وبدون مفاجأة وصل العريس متأنقاً كعادته
وألقى بالتحية صباح الخير يا سارة ..... يتبع[right]
إلى بريدها الإلكتروني، فإذا بها تفاجأ برسالة من حازم !! فتحتها وانطلقت في القراءة ولكنها توقفت
عند السطر الثالث ونظرت لأعلى الرسالة حتى تتأكد من أنها موجهة لها فعلاً ولما تأكدت أعادت
القراءة من البداية وهي في ذهول تام ولم تتوقف هذه المرة إلا عند توقيع حازم بنهاية الرسالة
وبعد أن فرغت من قراءتها دمعت عينـاها حيث شعرت بصدق ما جــاء فيها، حتى أنها أعـــادت
قــــراءتها أربع أو خمس مرات قبل أن تتوجــه إلى والدتها وهي مذهولة تماماً لتحكي لها كل ما
حدث حيث أنها لا تخفي عنها شيئاً.
ذهبت وأحضرت معها امها إلى غرفتها وأطلعتها على الرسالة، قرأت الأم رسالة حازم ورغم
اعتراضها الخفي على أسلوب الكلام إلا أنها فرحت كثيـــراً بها حيث رأت بخبـرتها ذكاء وطيبة
من يكتب مثل هذا الكلام وبهذه الطريقة، ولكنها لم تصرح بأي شيئ من ذلك كــي لا تؤثـر على
سارة ولتترك لها الحرية الكاملة في التقرير والاختيار، كل ما قالته أنها تتوسم في حــازم خيراً
ونصحتها بالاستخارة والتفكير، خرجت الام من الغرفة واستلقت سارة مسترخية على سريرها
تنظر إلى السقف سارحة مشتتة التفكير عاجزة عن التركيز في شئ محدد إلا موضوع حـــازم
وبين الحين والآخر تفتح الرسالة وتقرأها وتقول لنفسها... هل أحلم؟؟! أم أنني محظوظة؟؟ أم
أن هناك خطأ ما؟ ثم أخيرا قامت متوجهة إلى شرفتها ونظرت إلى النيل الذي تعشق منظـــــره
ساعة الغروب ولكنها كانت تراه في هذا اليوم أجمل كثيراً من ذي قبل ( لماذا يا ترى؟!! )...
وأتى الليل ونامت لكن بعد صراع مع النوم امتد حتى الثالثة صباحاً.. ورغم ذلك فقد استيقظت
بعــــدها بساعة ونصـــف عند آذان الفجر لتصلي ودعت في صلاتها إلى الله أن يلهمها القرار
الصائب وما فيه الخير لها ولحازم.. ثم قامت واتجـــهت إلــى المرآه... ووقفت أمامها طويلا
وقالت في نفسها عندما قرأت رسالة حازم تمنيت لو انهــــا لا تنتهى فقد أحسست بمشاعر لم
أشعر بها من قبل ولم يكن لدي أمل كبير فى أن أشعر بها يوماً ما، هل أنا جذابة إلى هذا الحد؟
كم تمنيت وأنا أقرأ كلماته لو أنني أمتلك جناحين لأطير بهما ولا أعود ثانية إلى الأرض ولكنى
أخاف من أن تكون الرسالة مجرد كلمات ولا تعدو أن تكون كـذلك !! ثم تعود وتقول: لعنة الله
على كل مخاوفنا التى تحد من استمتاعنا بالحياة وما تمنحه لنا.
في السادسة صباحـــاً ذهبت كالعادة لإيقاظ أمها وأبيها ثم عادت ووقفت أمــــــام المرآه تمشط
شعرها، وتغني ... دا عريسى هياخدني بالسلامة يا ماما ... ثم توقفت وسألت نفسها لماذا تغنى
هذه الأغنية بالذات؟ هــل وافقت دون أن تشعر واعتبرت حازم العريس؟ أم تريد أن تعيـش دور
الأنثــــى التى تتعزز وتقول له دعني أفكر؟ ونظـرت إلى نفسها بالمرآه بشئ من المكر ولم تجب
على أي سؤال ووضعت بعض المساحيق على وجهها... ثم مسحتها ثانية... فهي لا تستطيع أبدا
أن تخـرج بها... ثــم ظلت تجرب ما سترتدى اليوم ... ودارت كالفراشه أمام المرآة... وتحدثت
اليها.. وكأنها صديقتها... وأخبرتها عن الرسالة.. وشكل فستان زفافها الذي تتمناه، وتوقــفت
مرة اخرى... ماذا يحدث بالضبط؟ لم كل هذه النشوة؟ وأخيرا.. مسحت كل شىء عن وجهــها
ولفته بالإيشارب الوردي الذي تفضله وخلعته مــرة أخرى.... وذهبت وأعدت الفطور
وأثناء الجلوس إلى المائدة نظر أبيها إليها وقال: إيه الحلاوة دى يا سارة وشك منور النهاردة ما
شاء الله، نظرت إلى أمها وابتــسمت، فردت الأم: أصل جايلها عريس وباين عليه ولــد طيــب
وابن حلال، إحمر وجه سارة وقــامت على الفور بحجة إحضار بعض السكر من المطبخ رغم
وجوده أمامها ضحك الأب ونظر إلى زوجته وقال: يعنى لازم تكسفي البنت؟ عادت سارة بدون
أن تتلفظ بكلمة وأكملت إفطارها بسرعة ودخلت إلى غرفتها وأغلقت على نفسها الباب وقالت:
الحمد لله إن بابا ماسألش عن التفاصيل... يا خرابى... ده انا كنت أروح فيها، إيه الهبل ده يا
سارة؟ ماتمسكى نفسك شوية يا أمورة وضحكت عالياً واتجهت إلى دولاب ملابسها واستعدت
للخروج وذهبت إلى أمها وقبلتها كالعادة وطلبت منها أن تدعو لها وخرجت متجهة إلى العمل
وهي تتحدث مع نفسها بصوت مسموع وتقول " وبعدين معاكى يا ست سارة إيه التوتر اللى انتى
فيه ده؟ وبدأت تـــردد " لا إله إلا أنت سبحــانك إنى كنت من الظـــالمين " هدأت شيئـاً فشيئاً
وبدت فى منتهى البــراءة وهي تقول: يا رب فـــك عقدة لسانى وما تلخبطش لو قــابلت حازم
يا رب ده أنا مسـكينة وماليش غيرك وفجأة انفجرت في البكاء بلا توقف فهي لـــم تتـــوقع أن
تــواجه في حياتها مثل هذه التجـربة فقد كانت توقن بأنها سترتبـط وتتزوج بشكل تقليدى أو كما
يســمى زواج الصالونات مثل الغالبية العظمى من بنات جيلها فــي مصر، ولكنها هدأت مرة
أخرى وعندما وصلت إلى مقر الشركة رأت حازم ينزل من سيارته ولكنه لم يراها فأسرعت
متجهة إلى باب المصعد حتى تتجنب المواجهة وهي فى هذه الحالة ولكن المصعد كان يقف
فى الطابق الثانى والعشرون ووقع المحظور وبدون مفاجأة وصل العريس متأنقاً كعادته
وألقى بالتحية صباح الخير يا سارة ..... يتبع[right]