قصة قصيرة من نسج قضية سياسية أجتماعية في الوقت الحالي صورتها في عالم أسطوري
تحت عنوان
(أرادة من أجل بقاء الكبرياء)
دخلت تلك القلعة بعد ما فتحت بوابتها العظيمة ، كانت تشبه بوابة الحصون الرومانية في زمن الحروب.
ومَشتْ قدمي فوجدتُ كثيراً من الناس كلهم فقراء ونساء وأطفال يذهبون ويرجعون مررت فوجدتُ دموعٌ حائرة في أعينهم تحاكي كل من يشاهدها وتسأل ..هل من منجد ؟.
فسألت أحد الشيوخ المتكئين ..من بينهم شيخ تتظاهر في وجهه الحكمة ولكن يكسر ظهره الحزن متكئ على عصى خشبية مصنوعة من جذع الشجر لتحمله ويلبس حذاءً خوصي مصنوع من سعف النيخل لكي يحميه من أرض يابسة لن تسقى منذ دهر...كان الفقر واضح على هذا الشيخ والحكمة المتجانسة مع الهم....
فقلت له: ياعماه.. ألا من رجال هنا تساعد النساء المساكين؟
فكيف بأمرأة تعمل حطابة أو أمرأة تحمل الطابوق أو كيف بأمرأة تعمل طيانة؟؟؟؟ وهي أرق مخلوق ومع ذلك تضحي لأجل أن تعيش حرة العرض طاهرة الجسد وتعيل صغارها بكرامة الجبين...
فأجابني الشيخ: لا تسألي عن الرجال أصحاب القوى فلقد عَدّى زمانهم.. وتكسرت أشرعتهم.. فغابت عن الدنيا شمسهم...فأدمعت دماً أمهاتهم..
قلت له: لماذا ؟.....
فلم يجيب... ولكن حاكتني عيونهُ الحائرة...بحوار النظرة..
فقالت عينه : أسكتي يا صغيرتي وأقتلي روحك الابية الطاهرة...
أخذتُ عباراتهُ ومحاورة عينه كَعبرة داخل نفسي ومشيت وتابعت الخطى بالسير..وسرتُ ولمْ أكنْ أعرف لمَ الخطى ترتجف في قَدَمَيَّ ...ولمَ الفؤاد ينبضُ خوفاً ؟؟؟ كانت كلها تسائلات تخيفني وتستهويني لأفكارٍ مرعبة...
وبقيتُ أسير حتى حَلَّ وقت الغروب... ووصلتُ قريباً نحوَّ قصرٍ كبير داخل هذه القلعة المحصنة المسورة فقلت لنفسي كل هذه قلعة ؟؟؟
وحسبت ساعات السير فعرفتُ أنها مدينة مسورة وداخلها تحوي هذه الشعوب المظلومة التي كسرَ ظهرها الفقر والسقم والعوز والألم..
فقتربت أكثر فأكثر من بوابةِ القصر العظيم..
وسمعتُ أصوات تخرجُ منها..كانت توحي ليَّ أنها أصوات تهليل وأبتهاج وأنطلاقات صوتية من نفخ الأبواق كأنها تنطق بأشهار شيء ما !!!
فنظرت أمامي... وجدتُ رجالاً يضربون أمرأةً فقيرة مهلكة الحال ويبثقون في وجهها...وعربات محملة بالرجال تدخلهم الى القصر نحوَ بوابة سوداء وينزلونهم من العربةِ السوداء المخيفة.. جلداً...حدقتُ أكثر في الرؤى فأذا هم شباب يأسى الزمان على ظربهم وجلدهم...
أقتربت أكثر من جنود بوابة القلعة فرحبوا بيَّ ..أول ما تقدمت قريباً منهم...دهشت في داخلي !! فقلت مع نفسي ما فرقي أنا عن التي ضربت قبل قليل؟؟
أ لئنني أرتدي ملابساً فاخرة وخواتماً من الاحجار الكريمة .. وحذاء من جلد الغزال؟؟؟ ...
نظرتُ لهم لم تكن وجوههم مثل وجوه أهل المدينة .. وكأنهم غرباء يستعمرون هذا المكان من القلعة..
قالوا جنود بوابة القصر: تفضلي سيدتي للحفل..
قلت مع نفسي : أي حفلٍ هذا وأنا أمرأة غريبة من هذه البلدة ... وأيُّ حفل والرجال تجلد والهم والحزن يغطي أهل المدينة ؟؟
خفتُ فتراجعت قدمي اليمنى ولكن قدمي اليسرى أصرت على التقدم...فواصلتُ التقدم والسير..
فرحبوا بيَّ من هم في داخل القصر.. كنت أظنهم هم أسياده..
لكنهم كانوا مجرد حراس وخدم للقصر...
لأنهم قالو تفضلي الى صالة ألاحتفالات كي تشاهدي الحفل الكبير..
قلت لهم: حفلُ من ؟
قالوا ليَّ: أنهُ حفل الأئتلاف..
قالت لهم الأئتلاف؟؟
قالوا : نعم اللأئتلاف ..وهو أتفاق وأندماج هذ البلدة مع البلدة الثانية المجاورة لها..ولكن... تحت مسمى السلام والديمقراطية....
تبسمت.. فقلت: هل توجد ديمقراطية مع هذا الظلم والتعذيب الدامي للرجال..
دخلت الصالة فشاهدت بعيني رجالاً كبار السن والعلم.. ونسائهم ترتدي الحلي وتشرب النبيذ والعصائر وتأخل اللحوم والفواكه ..والشعب خارج القصر لا يملك رغيف الخبز..وكؤوس النخب تتضارب بين كل أثنين من كبار المناصب ..كان نخب الدمج بين البلدين..أستهوتني روحي أكثر فأكثر للتطلع..أستهوتني بأن أرى وأن أعرف ما هو الأتفاق وعلى حساب من..فقتربت من صاحب الحفل ..وجدتُ أنه حاكم البلدة الفقيرة التي مررت بها... البلدة التي عشتُ بها منذ الطفولة..وغادرتها لعسرة العيش بها...
كان حاكمنا يحتفل بدمج بلدتنا مع بلدةِ هولاكو التي كانت تجاورنا على حساب قتل الشعوب وسلب خيراتهم...
فقلت مع ذاتي لِمنْ عدتي يا أيتها الغبراء لكي تَرَيّن أبناء جلدتكِ يقتلون..
تراجعت ونزلت دموعي ورفضتُ أن أشرب نخب الأتفاقية التي سوف يكون سقيها هو دمي ودمُ أهلي ..وتواريت للوراء أردتُ الهروب فركضت وخرجتُ للبلدة الخارجية.. فرأيت أهلها واقفين يسمعون من بعيد صوت الابواق وقرع الكؤوس وضحك متعالين النفوس..ويشاهدون بأعينهم رفع المشاعل وأرتفاع لهيبها ونيرانها...وتنزل دموعهم ، لأنعم يعرفون أن يوم التتويج الملكي سوف تحرق رجالهم قربان لللأتفاقية..
سأمت نفسي من خوفٍ يتجلى داخلي..ورفعت كفي للسماء أمام الجميع..
وقلت لهم: من نحنُ يا أيها الضعفاء ومن كانوا هؤلاء الذين يشربون نخب نزفِ الدماء..
أصحوا يا أهل بلدتي..أصحوا من تنويمهم المغناطيسي بعد كل ذلكَ الذل ..
وقلت لهم: أما تكونوا أو لا تكونوا...أما الموت وأما الحياة من أجل حريتنا والكبرياء..
فأجابوا: ليس لدينا السلاح وهم بسلاحهم أقوياء..
قلت لهم: الأرادة تسقط الظالم بدون رداء..وتلبسكم من العزِ رداء..
فتقدمنا بخطىً واحدة وطردنا الغرباء..
نعم طردنا الغرباء..
وعادت بلدتنا..بلدة البنبلاء..وغسلنا من أظهر أبائنا الدماء..
بالرغم من أن الكثير وقعوا شهداء..ولكننا للوطن كلنا فداء..
تحت عنوان
(أرادة من أجل بقاء الكبرياء)
دخلت تلك القلعة بعد ما فتحت بوابتها العظيمة ، كانت تشبه بوابة الحصون الرومانية في زمن الحروب.
ومَشتْ قدمي فوجدتُ كثيراً من الناس كلهم فقراء ونساء وأطفال يذهبون ويرجعون مررت فوجدتُ دموعٌ حائرة في أعينهم تحاكي كل من يشاهدها وتسأل ..هل من منجد ؟.
فسألت أحد الشيوخ المتكئين ..من بينهم شيخ تتظاهر في وجهه الحكمة ولكن يكسر ظهره الحزن متكئ على عصى خشبية مصنوعة من جذع الشجر لتحمله ويلبس حذاءً خوصي مصنوع من سعف النيخل لكي يحميه من أرض يابسة لن تسقى منذ دهر...كان الفقر واضح على هذا الشيخ والحكمة المتجانسة مع الهم....
فقلت له: ياعماه.. ألا من رجال هنا تساعد النساء المساكين؟
فكيف بأمرأة تعمل حطابة أو أمرأة تحمل الطابوق أو كيف بأمرأة تعمل طيانة؟؟؟؟ وهي أرق مخلوق ومع ذلك تضحي لأجل أن تعيش حرة العرض طاهرة الجسد وتعيل صغارها بكرامة الجبين...
فأجابني الشيخ: لا تسألي عن الرجال أصحاب القوى فلقد عَدّى زمانهم.. وتكسرت أشرعتهم.. فغابت عن الدنيا شمسهم...فأدمعت دماً أمهاتهم..
قلت له: لماذا ؟.....
فلم يجيب... ولكن حاكتني عيونهُ الحائرة...بحوار النظرة..
فقالت عينه : أسكتي يا صغيرتي وأقتلي روحك الابية الطاهرة...
أخذتُ عباراتهُ ومحاورة عينه كَعبرة داخل نفسي ومشيت وتابعت الخطى بالسير..وسرتُ ولمْ أكنْ أعرف لمَ الخطى ترتجف في قَدَمَيَّ ...ولمَ الفؤاد ينبضُ خوفاً ؟؟؟ كانت كلها تسائلات تخيفني وتستهويني لأفكارٍ مرعبة...
وبقيتُ أسير حتى حَلَّ وقت الغروب... ووصلتُ قريباً نحوَّ قصرٍ كبير داخل هذه القلعة المحصنة المسورة فقلت لنفسي كل هذه قلعة ؟؟؟
وحسبت ساعات السير فعرفتُ أنها مدينة مسورة وداخلها تحوي هذه الشعوب المظلومة التي كسرَ ظهرها الفقر والسقم والعوز والألم..
فقتربت أكثر فأكثر من بوابةِ القصر العظيم..
وسمعتُ أصوات تخرجُ منها..كانت توحي ليَّ أنها أصوات تهليل وأبتهاج وأنطلاقات صوتية من نفخ الأبواق كأنها تنطق بأشهار شيء ما !!!
فنظرت أمامي... وجدتُ رجالاً يضربون أمرأةً فقيرة مهلكة الحال ويبثقون في وجهها...وعربات محملة بالرجال تدخلهم الى القصر نحوَ بوابة سوداء وينزلونهم من العربةِ السوداء المخيفة.. جلداً...حدقتُ أكثر في الرؤى فأذا هم شباب يأسى الزمان على ظربهم وجلدهم...
أقتربت أكثر من جنود بوابة القلعة فرحبوا بيَّ ..أول ما تقدمت قريباً منهم...دهشت في داخلي !! فقلت مع نفسي ما فرقي أنا عن التي ضربت قبل قليل؟؟
أ لئنني أرتدي ملابساً فاخرة وخواتماً من الاحجار الكريمة .. وحذاء من جلد الغزال؟؟؟ ...
نظرتُ لهم لم تكن وجوههم مثل وجوه أهل المدينة .. وكأنهم غرباء يستعمرون هذا المكان من القلعة..
قالوا جنود بوابة القصر: تفضلي سيدتي للحفل..
قلت مع نفسي : أي حفلٍ هذا وأنا أمرأة غريبة من هذه البلدة ... وأيُّ حفل والرجال تجلد والهم والحزن يغطي أهل المدينة ؟؟
خفتُ فتراجعت قدمي اليمنى ولكن قدمي اليسرى أصرت على التقدم...فواصلتُ التقدم والسير..
فرحبوا بيَّ من هم في داخل القصر.. كنت أظنهم هم أسياده..
لكنهم كانوا مجرد حراس وخدم للقصر...
لأنهم قالو تفضلي الى صالة ألاحتفالات كي تشاهدي الحفل الكبير..
قلت لهم: حفلُ من ؟
قالوا ليَّ: أنهُ حفل الأئتلاف..
قالت لهم الأئتلاف؟؟
قالوا : نعم اللأئتلاف ..وهو أتفاق وأندماج هذ البلدة مع البلدة الثانية المجاورة لها..ولكن... تحت مسمى السلام والديمقراطية....
تبسمت.. فقلت: هل توجد ديمقراطية مع هذا الظلم والتعذيب الدامي للرجال..
دخلت الصالة فشاهدت بعيني رجالاً كبار السن والعلم.. ونسائهم ترتدي الحلي وتشرب النبيذ والعصائر وتأخل اللحوم والفواكه ..والشعب خارج القصر لا يملك رغيف الخبز..وكؤوس النخب تتضارب بين كل أثنين من كبار المناصب ..كان نخب الدمج بين البلدين..أستهوتني روحي أكثر فأكثر للتطلع..أستهوتني بأن أرى وأن أعرف ما هو الأتفاق وعلى حساب من..فقتربت من صاحب الحفل ..وجدتُ أنه حاكم البلدة الفقيرة التي مررت بها... البلدة التي عشتُ بها منذ الطفولة..وغادرتها لعسرة العيش بها...
كان حاكمنا يحتفل بدمج بلدتنا مع بلدةِ هولاكو التي كانت تجاورنا على حساب قتل الشعوب وسلب خيراتهم...
فقلت مع ذاتي لِمنْ عدتي يا أيتها الغبراء لكي تَرَيّن أبناء جلدتكِ يقتلون..
تراجعت ونزلت دموعي ورفضتُ أن أشرب نخب الأتفاقية التي سوف يكون سقيها هو دمي ودمُ أهلي ..وتواريت للوراء أردتُ الهروب فركضت وخرجتُ للبلدة الخارجية.. فرأيت أهلها واقفين يسمعون من بعيد صوت الابواق وقرع الكؤوس وضحك متعالين النفوس..ويشاهدون بأعينهم رفع المشاعل وأرتفاع لهيبها ونيرانها...وتنزل دموعهم ، لأنعم يعرفون أن يوم التتويج الملكي سوف تحرق رجالهم قربان لللأتفاقية..
سأمت نفسي من خوفٍ يتجلى داخلي..ورفعت كفي للسماء أمام الجميع..
وقلت لهم: من نحنُ يا أيها الضعفاء ومن كانوا هؤلاء الذين يشربون نخب نزفِ الدماء..
أصحوا يا أهل بلدتي..أصحوا من تنويمهم المغناطيسي بعد كل ذلكَ الذل ..
وقلت لهم: أما تكونوا أو لا تكونوا...أما الموت وأما الحياة من أجل حريتنا والكبرياء..
فأجابوا: ليس لدينا السلاح وهم بسلاحهم أقوياء..
قلت لهم: الأرادة تسقط الظالم بدون رداء..وتلبسكم من العزِ رداء..
فتقدمنا بخطىً واحدة وطردنا الغرباء..
نعم طردنا الغرباء..
وعادت بلدتنا..بلدة البنبلاء..وغسلنا من أظهر أبائنا الدماء..
بالرغم من أن الكثير وقعوا شهداء..ولكننا للوطن كلنا فداء..