في موسم الحجِّ التالي جاء خمسة رجال من هؤلاء الستَّة، وقد تمكَّن الإيمان من قلوبهم، ومعهم سبعة من المسلمين الجُدُد، والْتَقَوْا مع رسول الله
r عند العقبة بمكة، ودارت بينهم مباحثات مهمَّة، كان رسول الله
r حريصًا فيها على تأسيس النواة الأولى التي ستقوم على أكتافها دولة الإسلام؛ يقول عبادة بن الصامت
t: كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلاً، فبايعنا رسول الله
r على بيعة النساء[39]، على أن لا نُشرك بالله، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفَّيتم فلكم الجنة، وإن غَشَيتم من ذلك شيئًا فأمركم إلى الله
U، إن شاء عذبكم وإن شاء غفر لكم[40].
أول سفير في الإسلام
تمَّت بيعة العقبة الأولى المباركة، وعاد الأنصار الاثنا عشر إلى يثرب ليستكملوا دعوتهم ونشاطهم هناك، وقد أرسل معهم رسولُ الله
r مصعب بن عمير
t؛ ليُعَلِّمهم أمور دينهم، وليكون أوَّل سفير في الإسلام، ويقوم هو ومن معه من الأنصار بجهد منظَّم لجمع شمل الأنصار (الأوس والخزرج).
فبدأ مصعب وأسعد بن زرارة الخزرجي رضي الله عنهما التحرُّك لنشر الإسلام في يثرب، فأسلم على يده أُسَيْد بن حُضَيْرٍ وسعد بن معاذ رضي الله عنهما، وهما سيِّدا بني عبد الأشهل من قبيلة الأوس، والذي بإسلامهما لم يَبْقَ في بني عبد الأشهل بيتٌ إلا ودخله الإسلام، ثم لم تبقَ بعد ذلك -بفضل نشاطهم في الدعوة- دار من دور يثرب إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، ثم عاد مصعب بن عمير
t قبل موسم الحجِّ في العام الثالث عشر من النبوَّة إلى مكة ليخبر الرسول
r بإيمان الأنصار، ويوضِّح له منعة المدينة (يثرب) ومنعة رجالها، وقوَّة بأسها[41].
وحين جاء موسم الحجِّ في العام الثالث عشر من الْبَعثة حضر لأداء مناسك الحجِّ من أهل يثرب ثلاثة وسبعون رجلاً من المسلمين وامرأتان، جاءوا ضمن حُجَّاج قومهم من المشركين، وقد تساءل هؤلاء المسلمون فيما بينهم، وهم لم يزالوا في يثرب أو كانوا في الطريق: حتى متى نترك رسول اللَّه
r يُطرد في جبال مكة ويخاف؟! بما يدلُّ على الحمية العظيمة والثبات العجيب للأنصار، وهو ما سنراه في بيعة العقبة الثانية وبعد ذلك[42].
[39] عُرِفَتْ بذلك لأنه لم يُفرض فيها حرب ولا جهاد.
[40] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/88.
[41] انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 1/435-439، وابن كثير: السيرة النبوية 2/181-184.
[42] صحيح ابن حبان: كتاب التاريخ، ذكر وصف بيعة الأنصار رسول الله
r ليلة العقبة بمنى (6380)، وابن كثير: البداية والنهاية 3/194.
r عند العقبة بمكة، ودارت بينهم مباحثات مهمَّة، كان رسول الله
r حريصًا فيها على تأسيس النواة الأولى التي ستقوم على أكتافها دولة الإسلام؛ يقول عبادة بن الصامت
t: كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلاً، فبايعنا رسول الله
r على بيعة النساء[39]، على أن لا نُشرك بالله، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفَّيتم فلكم الجنة، وإن غَشَيتم من ذلك شيئًا فأمركم إلى الله
U، إن شاء عذبكم وإن شاء غفر لكم[40].
أول سفير في الإسلام
تمَّت بيعة العقبة الأولى المباركة، وعاد الأنصار الاثنا عشر إلى يثرب ليستكملوا دعوتهم ونشاطهم هناك، وقد أرسل معهم رسولُ الله
r مصعب بن عمير
t؛ ليُعَلِّمهم أمور دينهم، وليكون أوَّل سفير في الإسلام، ويقوم هو ومن معه من الأنصار بجهد منظَّم لجمع شمل الأنصار (الأوس والخزرج).
فبدأ مصعب وأسعد بن زرارة الخزرجي رضي الله عنهما التحرُّك لنشر الإسلام في يثرب، فأسلم على يده أُسَيْد بن حُضَيْرٍ وسعد بن معاذ رضي الله عنهما، وهما سيِّدا بني عبد الأشهل من قبيلة الأوس، والذي بإسلامهما لم يَبْقَ في بني عبد الأشهل بيتٌ إلا ودخله الإسلام، ثم لم تبقَ بعد ذلك -بفضل نشاطهم في الدعوة- دار من دور يثرب إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، ثم عاد مصعب بن عمير
t قبل موسم الحجِّ في العام الثالث عشر من النبوَّة إلى مكة ليخبر الرسول
r بإيمان الأنصار، ويوضِّح له منعة المدينة (يثرب) ومنعة رجالها، وقوَّة بأسها[41].
وحين جاء موسم الحجِّ في العام الثالث عشر من الْبَعثة حضر لأداء مناسك الحجِّ من أهل يثرب ثلاثة وسبعون رجلاً من المسلمين وامرأتان، جاءوا ضمن حُجَّاج قومهم من المشركين، وقد تساءل هؤلاء المسلمون فيما بينهم، وهم لم يزالوا في يثرب أو كانوا في الطريق: حتى متى نترك رسول اللَّه
r يُطرد في جبال مكة ويخاف؟! بما يدلُّ على الحمية العظيمة والثبات العجيب للأنصار، وهو ما سنراه في بيعة العقبة الثانية وبعد ذلك[42].
[39] عُرِفَتْ بذلك لأنه لم يُفرض فيها حرب ولا جهاد.
[40] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/88.
[41] انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 1/435-439، وابن كثير: السيرة النبوية 2/181-184.
[42] صحيح ابن حبان: كتاب التاريخ، ذكر وصف بيعة الأنصار رسول الله
r ليلة العقبة بمنى (6380)، وابن كثير: البداية والنهاية 3/194.